تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الثلاثاء، الموافق الثالث من شهر هاتور القبطي، بذكري استشهاد القديس اغاثون.
استشهاد القديس اغاثون
وقال كتاب السنكسار الذي يدون سير الآباء القديسين والشهداء، إنه في مثل هذا اليوم، استشهد القديس أغاثون، حيث كان جنديًا وثنيًا ملتحقًا بالجيش الروماني المرابط بالإسكندرية. عاصر فترة الاستشهاد في عهد ديسيوس (داكيوس 249-251 م.) وشاهد الشهداء يواجهون العذابات المرة بوجه باش وفرح حقيقي، مع ثبات في الإيمان وشجاعة، بغض النظر عن جنس الشهداء رجالًا ونساء، أو سنهم أو وظيفتهم أو مركزهم الاجتماعي. اجتذبته نعمة الله فأحب السيد المسيح والمسيحيين.
لذلك عندما كُلف بحفظ النظام أثناء محاكمة الشهيدين يوليان وأونوس كان يهتم بحفظ الشهيدين من بطش الوثنيين، كما اهتم بحفظ جسدي الشهيدين وتسليمهما للمسيحيين. أُتهم بالتواطؤ مع أعداء الآلهة، ولما مثل أمام القاضي كان ينعته القاضي بأنه مسيحي كنوع من الاستخفاف، أما هو فكان في حديثه معه يعلن أن هذا مجد له وشرف لا يستحقه. نصحه القاضي أن يتعقل ويرجع عن ضلاله. أما هو فكان يعترف بالإيمان مسلمًا رأسه للقطع لينال إكليل الاستشهاد.
القديس كرياكوس الكبير
كما يحيي الاقباط ايضا ذكرى نياحة القديس كرياكوس الكبير من أهل كورنثوس عضو مجمع القسطنطينية، وقد نشأ هذا المجاهد في مدينة قورنثية ببلاد اليونان . ابنا لأبوين مسيحيين أرثوذكسيين . فأدباه بعلوم الكنيسة ثم قدماه إلى الاب بطرس أسقف قورنثيه .
وهو ابن عمه ، فرسمه اغنسطسا ، فداوم علي القراءة والبحث في معاني أقوال الكتب الإلهية ، حتى فاق فيها كثيرين ، ورتب عليه الأسقف القراءة علي الشعب في الكنيسة ، وعليه في القلاية . فكان مسرورا بهذا . ولما بلغ من العمر ثماني عشرة سنة ، عرض عليه أبواه الزواج فأبى ، وطلب منهما السماح له بزيارة أحد الأديرة للتبرك من القديسين الذين به ، وداوم التردد علي الدير من وقت لأخر ، فاشتاق إلى لباس الرهبنة ، وذهب إلى أورشليم المقدسة واجتمع بالقديس كيرلس أسقفها وعرض عليه رغبته في الرهبنة ، فاستصوب رأيه وتنبأ عنه بقوله "سيكون هذا أبا كبيرا ويقوم بمجهودات كثيرة وتستضئ بنور تعاليمه نفوس كثيرين" .
ثم باركه وأرسله إلى الاب الكبير اوتيموس أبى رهبان فلسطين ، فقبله فرحا والبسه ثياب الرهبنة ، ثم سلمه لأحد شيوخ الدير ليرشده إلى طرق العبادة ويكشف له حيل الشياطين .
فسار هذا الاب بالسيرة الفاضلة والتقشف الزائد وغير ذلك من النسك والتواضع والورع . فأعطاه الله نعمة شفاء الأمراض حيث كان يشفي كل من يقصد الدير ممن به علة أو سقم . فشاع فضله وقداسته .
القديس أثناسيوس وأخته
وصحب هذا القديس الاب كيرلس أسقف أورشليم إلى مجمع القسطنطينية المائة والخمسون الذي اجتمع علي مقدونيوس عدو الروح القدس . فناضله وقاومه بالحجة والبرهان. وتنيح في شيخوخة صالحة . وقد اظهر الله من جسده بعد نياحته آيات كثيرة ولا يزال جسده باقيا بأحد أديرة مدينة أورشليم ، لم ينله أي تغير ، حتى ليعتقد كل من يراه إن رقاده قريب العهد . وقد مضي عليه إلى يوم تدوين سيرته اكثر من سبعمائة سنة . حيث كان في زمان ثاؤدسيوس الكبير في أواخر القرن الرابع المسيحي.
وقال كتاب السنكسار، إنه في مثل هذا اليوم، ايضا استشهد القديس أثناسيوس وأخته إيرينى، بعد أن عذبهما مكسيميانوس بعذابات كثيرة، ولما يئس من إرجاعهما عن إيمانهما بالسيد المسيح، أمر فرموهما في جب فارغ وأغلقوه عليهما فتنيَّحا بسلام حوالى 305 م ونالا إكليل الشهادة.
كتاب السنكسار الكنسي
جدير بالذكر أن كتاب السنكسار يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.
ويستخدم السنكسار ثلاثة عشر شهرًا، وكل شهر فيها 30 يومًا، والشهر الأخير المكمل هو نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية التي تبدأ من يوم 12 سبتمبر.
والسنكسار بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، وذلك بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، ولأخذ العبرة والمثل من الحوادث السابقة على مدى التاريخ.
أخبار متعلقة :