تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالًا من أحد الأفراد يسأل فيه عن كيفية التوبة والتخلص من المال الحرام، وما إذا كان يجوز التصدق بهذا المال.
وأوضحت لجنة الفتوى في ردها أنه لا يوجد خلاف بين المسلمين في أن الكسب من طرق غير مشروعة هو ذنب يجب التوبة منه.
فقد حثَّ الإسلام المسلمين على الحصول على الرزق الحلال، وضرورة أن تكون جميع طرق كسب المال مشروعة.
وأكدت دار الإفتاء في بيانها أنه وفقًا للآية الكريمة: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَاتَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾، يجب على المسلمين اتباع الطرق الطيبة والشرعية في كسب المال.
وأضافت اللجنة أنه وفقًا لتوجيهات القرآن الكريم، يجب على المسلم أن يتجنب أكل أموال الناس بغير حق، كما ورد في الآية الكريمة: ﴿يَاَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ﴾، حيث أن الإسلام نهى عن أي نوع من أنواع الكسب غير المشروع أو الحرام.
ومن خلال الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا»، مما يوضح حرمة أموال المسلمين وأهمية الحفاظ عليها.
وفيما يخص التخلص من المال الحرام، أكدت لجنة الفتوى على ضرورة أن يتوب الشخص الذي اكتسب مالًا حرامًا إلى الله تعالى، وأن يقوم بإعادة المال إلى صاحبه إذا كان ذلك ممكنًا، أو إلى ورثته إن كان المال مرتبطًا بحق شخص آخر. وإذا تعذر رد المال، يجوز أن يتصدق به على الفقراء والمساكين أو يتم توجيهه لدعم المصالح العامة للمسلمين، مع النية الصادقة في التوبة وكسب الثواب لصاحب المال الأصلي، وأيضًا مع الاعتقاد بأن ذلك يكفر عن الذنب ويزيل الإثم عن الشخص التائب، وفي حالة عدم إمكانية الرد المباشر للمال، يمكن تسليمه إلى بيت مال المسلمين.
دعاء كفارة الغيبة والنميمة
أما بالنسبة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن دعاء كفارة الغيبة والنميمة، فقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين بترديد دعاء خاص عندما يكثر اللغط في مجالسهم، خاصة في حالات الغيبة والنميمة، حيث روى الصحابي أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي قوله: «مَنْ جَلَسَ في مَجْلس فَكثُرَ فيهِ لَغطُهُ فقال قَبْلَ أنْ يَقُومَ منْ مجلْسه ذلك: سبْحانَك اللَّهُمّ وبحَمْدكَ أشْهدُ أنْ لا إله إلا أنْت أسْتغْفِركَ وَأتَوبُ إليْك»، مشيرًا إلى أنه إذا قال الشخص هذا الدعاء قبل مغادرته المجلس، يغفر له ما بدر منه من كلام غير لائق.
وقد فسر العلماء هذا الحديث بأن "اللغط" يشمل الكلام الذي ليس له معنى أو يكون محشوًا بالذنوب، مثل النميمة أو الغيبة. لذا، يُنصح المسلم بأن يختم المجالس التي يكثر فيها اللغط بهذا الدعاء، وأن يتجنب الحديث الذي لا يعود بنفع. كما أشارت التفسير إلى أن سعة المجالس من الأمور المحمودة، لأن المجلس الواسع يتيح مساحة أكبر للناس ويجعلها أكثر راحة وانشراحًا، وهو ما يمكن أن يساهم في نشر الأجواء الإيجابية والتواصل الجيد بين الأفراد.
أخبار متعلقة :