شهدت مسابقات الهاكرز في الصين انتشارا واسعا خلال السنوات الأخيرة، بفضل الدعم الحكومي القوي واهتمام الجمهور المتزايد، مما أثار قلقاً كبيراً في الولايات المتحدة، حيث يحذر المسؤولون من أن فجوة المهارات السيبرانية المتزايدة تشكل تهديداً للأمن القومي الأميركي.
وبحسب “newsweek”، فإنه منذ دعوة الرئيس الصيني شي جين بينج قبل عقد من الزمان لتصبح الصين "قوة سيبرانية"، أحرزت البلاد تقدماً هائلاً.
وتم توحيد برامج تعليم الأمن السيبراني في الجامعات، وتم إنشاء قاعدة وطنية لمواهب وابتكارات الأمن السيبراني قادرة على تأهيل نحو 70,000 خبير سنوياً، مع ازدياد عدد مسابقات القرصنة التي تتماشى مع طموح "القوة السيبرانية".
أهمية مسابقات "التقاط العلم" في التدريب السيبراني
وذكرت مؤسسة الأطلنطي في تقرير حديث أن الصين أنشأت "أكثر بيئة شاملة في العالم لمسابقات التقاط العلم" (Capture The Flag - CTF)، وهو الشكل الرئيسي لمسابقات الهاكرز التي تتنوع بين المنافسات الفريقية وتحديات المعرفة النمطية.
في هذه المسابقات، يتوجب على المشاركين حل تحديات أمنية للوصول إلى بيانات مخفية ضمن أنظمة أو مواقع ويب، مما يوفر بيئة آمنة لتطوير مهارات البرمجة العكسية وتأمين الشفرات.
ووفقاً للتقرير، أجرت الصين منذ عام 2004 أكثر من 120 مسابقة CTF فريدة، بمشاركة وزارات حكومية مثل وزارة أمن الدولة والجيش الشعبي. يعتبر "كأس وانجدينج" من أكبر هذه المسابقات، حيث يشارك فيها أكثر من 35,000 متسابق سنوياً.
الهيكل العسكري-المدني في الصين وسر تفوقها السيبراني
وخلال حدث استضافته مؤسسة الأطلنطي، أوضحت جيسيكا روزيك من وكالة الأمن السيبراني الأميركية أن النموذج الصيني أحادي الحزب يتيح له تركيزاً واستمرارية أكبر من النماذج الديمقراطية كالولايات المتحدة.
وأشارت إلى أن الصين استفادت من دمج المدني والعسكري، حيث يتم مزج الموارد المدنية والتكنولوجيا لتصب في خدمة القطاعين معاً، وهو نهج يصعب على واشنطن تقليده نظراً لاختلاف القوانين.
سد فجوة الأمن السيبراني في الولايات المتحدة
وأكدت روزيك أن الولايات المتحدة لديها شبكة من الشراكات العالمية يمكن أن تستفيد منها لتعزيز قدراتها السيبرانية.
وتشير إلى أن الحكومة بحاجة إلى تبني نهج تعاوني جديد مع القطاع الخاص، وإلى استراتيجيات تدعم التدريب والتعليم السيبراني المفتوح المصدر.
في سياق هذا التوجه، أوضحت روزيك أن استراتيجية جديدة تمت صياغتها من قبل مكتب مدير الأمن السيبراني الوطني تهدف إلى تعزيز القوى العاملة السيبرانية في البلاد من خلال تسهيل الوصول إلى التعليم السيبراني والتدريب العملي.
تفوق الصين في مسابقة CTF وتحدي الولايات المتحدة
وذكر يوجينيو بينينكاسا، الباحث بمركز الدراسات الأمنية، أن الصين ليست فقط متفوقة في حجم مسابقات CTF، ولكن أيضاً في دمج هذه المسابقات في المناهج الأكاديمية وقطاع العمل، مع تركيز خاص على تحديات الدفاع والهجوم.
ويعتقد أن الاستثمار في مثل هذه المسابقات في الولايات المتحدة يمكن أن يعزز الوعي الأمني السيبراني ويطور مجتمعاً أقوى في مواجهة التهديدات.
وأشار إلى أن الصين تستفيد من المنافسات لتطوير قدرات هجومية وإيجاد مختبرات بحثية متخصصة في الثغرات الأمنية، مما يساهم في إنشاء شركات ناشئة تقدم حلولاً أمنية متقدمة.
التحذيرات الأميركية من تهديدات الهجمات السيبرانية الصينية
وصرح كريستوفر راي، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، بأن برامج القرصنة الصينية هي الأكبر عالمياً، مؤكداً أن هذه الهجمات تهدف إلى إحداث تأثيرات تخريبية للبنية التحتية الأميركية عند الحاجة.
وتابع أن الصين تركز على استهداف البنية التحتية للولايات المتحدة، كما تنخرط في سرقة الملكية الفكرية.
أخبار متعلقة :