بوابة المساء الإخباري

لعبة العظماء.. "العم جمال" 6 عقود في فن التحطيب بالموالد والمهرجانات .. بوابة المساء الاخباري

التحطيب ليست لعبة أو تسلية وقت كما يراها البعض، فـ "العم جمال محمد خليل"، يراها عادة شعبية لها أصولها ومبادئها التي تربى عليها وورثها ممن سبقوه في هذه اللعبة الشعبية التى كانت ومازالت منتشرة في قنا وصعيد مصر حتى الآن، كجزء من التراث الفرعونى الذى توارثه الأحفاد جيلاً بعد آخر.

العم جمال محمد خليل، تعلم التحطيب منذ الصغر على يد والده، ومازال يلعبها ويبحث عن حلقاتها ويلبى دعوات من يدعوه للمشاركة في حلقاتها أينما كانت، رغم دخوله العقد الثامن من العمر، فقد اعتاد على مسك العصا وأداء حركات استعراضية وفق قواعد متعارف عليها بين اللاعبين، تفرغ طاقتهم وتمنحهم لذة لا يشعر بها إلا من عشق العصا.

 

 

 

إتقان مسك العصا ومشاركته المستمرة في حلقات التحطيب، جعلته محط أنظار واهتمام الكثير من المهتمين والعاشقين لـ لعبة التحطيب، فأصبح مطلوباً لدى منظمى هذه الفعالية، سواء الرسمية أو الشعبية، فأصبح ضيفاً ولاعباً هاماً في المهرجانات الرسمية بمحافظات قنا والأقصر وأسوان، ومطلوب شعبياً لدى من الأهالى في أفراحهم ومناسباتهم المتنوعة.

يعتبر أن اقتصار لعبة التحطيب على الرجال من أكثر ما يميزها في الفترة الأخيرة، فالتحطيب مازالت اللعبة الوحيدة التى لم تدخلها أو تجيدها السيدات، وهو ما يجعلها لعبة ذكورية بلا منازع، ويجعل لاعبوها من الرجال يفخرون بالمشاركة فيها.

ورثت مسك العصا عن والدى

قال جمال محمد خليل 71 عاماً، من أبناء قرية دندرة بمحافظة قنا ، تعلمت لعبة التحطيب منذ الصغر على يد والدى وكان عمرى وقتها 15 عاماً ، ومازلت ألعبها حتى الآن، وأعلم من يهواها كما علمنى من سبقونى إليها، فهى لعبة فن وشجاعة وأصول ولها تقاليدها ومبادئها التي لابد أن يلتزم بها كل من يهواها ويلعبها حتى يستطيع أن يكمل فيها ويحظى باحترام وتقدير اللاعبين الآخرين أو المتابعين لها.

وتابع خليل، التحطيب لابد أن يكون بناء على تدريب وخبرة، ولا يمكن لأى شخص أن يدخل خلقة التحطيب بشكل عشوائى، حتى لا يتسبب في ضرر لنفسه أو للآخرين، كما يجب أن يتمتع لاعبها بصفات وأخلاق حميدة وسعة صدر، لأن مسك العصا مثل السلاح، الإنفعال والغضب أثناء اللعب بها قد يحول الأمر إلى مشكلة، لذلك يحرص لاعبيها على الوضوء وقراءة الفاتحة أثناء المشاركة فيها.

 

سافرت إلى بلاد كثيرة من أجل التحطيب

 

وأضاف خليل: ذهبت إلى بلاد كثيرة سواء في قنا أو المحافظات الأخرى للمشاركة في حلقات التحطيب، فكل من يدعونى ألبى دعوته، كما يلبون دعوتنا لحضور الفعاليات التي تنظم هنا في بلادنا، فضلاً عن الموالد التي لا تحتاج إلى دعوة، وخلال السنوات السابقة شاركت في العديد من المهرجانات بالأقصر وأسوان وأذهب دائماً إلى مولد سيدنا الحسين بالقاهرة، وحصلت خلال الفترة الماضية على العديد من الشهادات والتكريمات من جهات مختلفة، وكان مقرراً لى السفر إلى فرنسا للمشاركة في أحد المهرجانات وجرى اختبارى من قبل 3 دكاترة في الألعاب الشعبية، لكن ظروف ثورة 25 يناير وما تبعها من توترات حالت دون اكتمال السفر.

اللعبة الوحيدة التي لم تدخلها السيدات

وأوضح خليل، أن العصا أو التحطيب اللعبة الوحيدة التي لم تدخلها السيدات، فهى لعبة تحتاج مهارات وخبرات خاصة، كما أنها تتم وسط حلقات يحيطها المشاهدين من كافة الجهات، سواء كبار أو صغار، وأحياناً يكون من بين المتفرجين سيدات، لكنها تظل الوحيدة التي لم تشارك بها السيدات.

ويفخر خليل، بأنه طوال سنوات مشاركته في حلقات التحطيب، لم يتسبب في أذى لأى شخص أو تحدث منه مشكلة داخل حلقات التحطيب، معتبراً إياها بأنها لعبة دفاع عن النفس وليست للتعدى أو الهجوم على الآخرين، لافتاً إلى أن معظم من يلعبون العصا أبناء عائلات ويعرفون أصول وأخلاق اللعبة جيداً، لذلك تحظى باهتمام واحترام كل من يتابعها.

أخبار متعلقة :