قال الدكتور أحمد عامر، الخبير الآثري والمتخصص في علم المصريات، إن اكتشاف مقبرة نادرة تعود لأكثر من 4000 عام، وذلك وفقاً لما نشرته أكاديمية العلوم الروسية، يعتبر إنجازاً ضخماً في مجال الدراسات الآثارية، حيث إن منطقة أهرامات الجيزة دائماً ما كانت محط اهتمام العلماء والباحثين، نظراً لكونها مليئة بالأسرار والكنوز الأثرية التي لم تُكتشف بعد، والنقوش التي تحتويها هذه المقبرة تعكس جوانب من الحياة اليومية في مصر القديمة، مثل مشاهد تقديم القرابين والصيد، مما يعكس الثقافة الغنية لهذه الفترة.
اكتشاف مقبرة نادرة
وأضاف “عامر” لـ صدى البلد، أن أهمية هذا الاكتشاف تكمن في إمكانية فتح أبواب عديدة لاستكشاف المزيد من المقابر النادرة التي لم تُعرف من قبل، ويعكس اكتشاف المقبرة الجديدة حالة جيدة من الحفاظ عليها، حيث لم تتعرض للنهب أو السرقة، وهو ما يعكس عظمة الحضارة المصرية القديمة وما قامت به من جهود للحفاظ على قبورها وأماكن دفنها، مشيرا إلى أن هذا الاكتشاف يعزز من فهمنا لعهد الأسرة الخامسة، حيث معظم الآثار المستخرجة حتى الآن كانت في منطقة أبوصير، مما يعني أن هناك الكثير من الطموح والرغبة في الاستكشاف والتوسيع المعرفي في هذا المجال.
وأوضح أن معظم الآثار المرتبطة بعهد الأسرة الخامسة كانت تتركز في مناطق محددة، نظراً لاكتمال أهرامات الجيزة بعدد كبير من الأهرامات والمقابر، واكتشاف مثل هذه المقبرة التي تمثل جمال وروعة عهد الأسرة الخامسة يعتبر أمراً نادراً بالفعل نظراً لأن معظم الاكتشافات السابقة كانت تعود لعهد الأسرة الرابعة، فإن هذا الاكتشاف الجديد يقودنا إلى احتمالية العثور على آثار نادرة تنتمي لأسر أخرى، مما يوسع من معرفتنا بحضارة مصر القديمة ويظهر مدى تنوعها.
وأكد الخبير الآثري أن هذا الاكتشاف يفتح المجال واسعاً للتفكير في المستقبل في مجال الآثار المصرية، فالاكتشافات الجديدة لها القدرة على إعادة تشكيل فهمنا للتاريخ القديم وتاريخ الأسر الحاكمة في مصر، ويظل علم المصريات مجالاً غنياً بالمفاجآت والاكتشافات، ويمثل مصدر إلهام للباحثين وعشاق التاريخ على حد سواء، ومن المتوقع أن تسفر المزيد من البعثات الأثرية في المستقبل عن اكتشافات قيّمة تضيف فصولاً جديدة لهذا الإرث الحضاري العظيم.
أخبار متعلقة :