تُعد الكاتبة البريطانية دوريس ليسينج واحدة من أبرز الأسماء في تاريخ الأدب العالمي، حيث تحمل لقب أكبر شخص حائز على جائزة نوبل للأدب منذ انطلاق الجائزة عام 1901. في عام 2007، حصدت ليسينج الجائزة عن عمر 88 عامًا، تقديرًا لمساهماتها الأدبية التي قدمت عبرها رؤية فريدة لعالم منقسم من خلال تجربتها الأنثوية الملحمية.
حصلت دوريس ليسينج على جائزة نوبل للأدب في عام 2007، حيث أشادت الأكاديمية السويدية بقدرتها على تقديم “تجربة أنثوية أخضعت حضارة منقسمة للتدقيق”، معززة ذلك بـ”الشك والنار وقوة الرؤية”. المثير أن ليسينج استقبلت الخبر ببساطة بالغة، إذ جلست على السلم الخارجي لمنزلها بعد سماع الأخبار، وهو مشهد يعكس تواضعها على الرغم من عظمتها الأدبية.
نشأة وتكوين
وُلدت دوريس ماى تايلر، وهو اسمها الأصلي، في 22 أكتوبر 1919، في إيران لعائلة بريطانية، ثم انتقلت مع أسرتها عام 1925 إلى مستعمرة روديشيا الجنوبية (زيمبابوي حاليًا). عاشت طفولة متواضعة، ودرست في مدرسة دومينيكان كوفينت الثانوية حتى سن الثالثة عشرة، قبل أن تترك التعليم النظامي لتبدأ رحلتها الذاتية في الكتابة، التي انطلقت فعليًا عام 1937.
حياة شخصية شكلت رؤيتها
بعد تجربة زواج انتهت بالطلاق، انضمت دوريس إلى “نادي كتب اليسار”، وهو أحد النوادي الشيوعية، مما أثر على رؤيتها للعالم وساهم في تشكيل مواقفها الفكرية. هذا الانخراط في الفكر اليساري انعكس في أعمالها الأدبية، حيث تناولت موضوعات تتعلق بالعدالة الاجتماعية والصراعات الإنسانية.
إرث أدبي خالد
من أشهر أعمال دوريس ليسينج روايتها “The Golden Notebook”، التي تُعد علامة فارقة في الأدب النسوي. كما ورد اسمها في فيلم وثائقي أنتجته “بي بي سي” بعنوان “أغبياء نافعين”، ما يدل على تأثيرها الممتد على المستويين الأدبي والاجتماعي.
وفاتها
رحلت دوريس ليسينج عن عالمنا في 17 نوفمبر 2013 عن عمر 94 عامًا، تاركة وراءها إرثًا أدبيًا غنيًا وتجربة إنسانية فريدة ألهمت أجيالًا من الكتّاب والقرّاء. تظل ذكراها حيّة ككاتبة استثنائية حملت على عاتقها مهمة تسليط الضوء على قضايا الإنسان في مواجهة العالم.
أخبار متعلقة :