منجم ذهب "الفواخير" بالبحر الأحمر اكتشفه الفراعنة واعتمد الإيطاليون والإنجليز على خرائط القدماء لإعادة تشغيله.
إن محافظة البحر الأحمر تحتضن الكثير من الكنوز التاريخية، إلى أن منجم الذهب بوادي الفواخير يعد واحدًا من تلك الكنوز، ويقع فى الكليو 90 على الطريق الواقع بين مدينة قفط ومدينة القصير، ويضم هذا الطريق الكثير من المواقع الأثرية والتعدينية التى ترجع لحقب مختلفة.
إن تاريخ منجم الذهب بالفواخير يرجع إلى العصور المصرية القديمة؛ تم العثور على بردية مصرية قديمة والتي تعتبر أول خريطة جيولوجية لمصر تم الكشف عنها بواسطة العالم الإيطالي (برناردينو دروفتى)، وهى مسجلة بالخط الهيراطيقى ومحفوطة حتى يومنا هذا فى متحف تورينو بمدينة تورينو الأيطالية,وتعتبر هذه البردية وثيقة مهمة للكشف عن مناجم الذهب في مصر، وتشير إلى منجم الفواخير وسلسلة مناجم الذهب الأخرى في قلب صحراء البحر الأحمر وتصف كل الثروات المعدنية المتوافرة بها ومن خلالها يمكن الاستعانة للبحث عن مناجم الذهب التى استخدمها القدماء المصريون.
وحول الدخول الى المنجم إنه يتم عن طريق فتحة باب صغيرة حيث تصل معدات مصنع ضخم يمتد لأكثر من أربعه طوابق وارتفاع أكثر من 20 مترا,ومحاط بالصخور من كل جانب، ويغلب الطابع الإيطالى بشكل عام فى تصميم المصنع والمبانى الملحقة به والكنيسة القديمة الملحقة بالمنجم، وحاليا يوجد سور من الأسلاك الشائكة حول المصنع والمنجم الذي توقف عن العمل منذ عدة سنوات.
أن مساحة المبانى فى منجم الفواخير حوالى 100 ألف متر مربع، والمخازن الخاصة به تحتوى على قطع غيار المصنع وماكينات الكهرباء، وخلف المخازن يقع مكتب أمين المخازن منذ عهد الإدارة الأنجليزية بحالته حتي الآن، وخلفه غرفة المحول حيث كان المصنع يعتمد فى إنتاج كهرباء التشغيل على محول كبير يعمل بالسولار، ويدير ماكينات المصنع ويضىء مساكن العمال والمهندسين الملحقة به فضلًا عن منزل (الكونت).
إن كل من الإيطاليين والإنجليز اعتمدوا فى استخراج الذهب على الاستدلال بالخريطة الفرعونية حيث كان الحفر فى جبل الفواخير بحيث يمتد النفق الرئيسى للمنجم نحو 500 متر تحت سطح الأرض ويتفرع منه 5 أنفاق فى اتجاهات مختلفة متتبعة عروق الذهب من صخور الكوارتز، وفى المنطقة الخاصة بمراحل الصهر والصب يقع مكتب الكونت وهو ما يعادل حاليا المدير العام.
إن الكونت الإيطالى (دون دي لي فيزون) كان من أشهر الذين تولوا المنصب بمنجم الفواخير، وكان المكتب يطل بواجهة كاملة من الزجاج الشفاف على المرحلة الأخطر فى استخراج الذهب، وكان إختيار هذا الموقع لمكتب الكونت مقصودا لمراقبة عمليات السبك والصهر وصب الذهب، وتسجيل الكميات المستخرجة أولاً بأول فى أوراق وسجلات بمكتبه، والتى مازالت موجودة ومكتوبة بخط يده فى أدراج المكتب حتي الأن.
أخبار متعلقة :