أكد مصدران عسكريان سوريان أن روسيا وعدت بإرسال مساعدات عسكرية إضافية خلال الأيام القليلة القادمة لدعم الجيش السوري ومنع الفصائل المسلحة من إحكام سيطرتها على محافظة حلب شمال غرب البلاد.
حسب التصريحات التي نقلتها وكالة "رويترز"، من المنتظر أن تبدأ التعزيزات بالوصول إلى قاعدة "حميميم" الجوية الروسية، الواقعة قرب مدينة اللاذقية الساحلية، خلال 72 ساعة.
التقدم الميداني للفصائل المسلحة
في تطورات ميدانية لافتة، استطاعت الفصائل المسلحة السيطرة على أكثر من 70% من مدينة حلب، بما في ذلك مركز المدينة، وقلعة حلب التاريخية، وأحياء استراتيجية مثل الحمدانية، صلاح الدين، وسيف الدولة. كما تمكنت من بسط نفوذها على أجزاء رئيسية من الطريق الدولي دمشق-حلب، الذي يُعد شريانًا حيويًا يربط جنوب البلاد بشمالها.
إضافة إلى ذلك، وسّعت المعارضة عملياتها بفتح محور استراتيجي ثالث من خلال السيطرة على مدينة سراقب الواقعة في ريف إدلب الشرقي. هذه التطورات تأتي وسط اشتباكات عنيفة تهدد بتغيير خريطة السيطرة في شمال سوريا لصالح المعارضة.
السياق العسكري والسياسي
الهجوم الواسع الذي تشنه الفصائل المسلحة يضع النظام السوري في موقف صعب، حيث يتزامن مع ضغوط دولية وإقليمية متزايدة بشأن الملف السوري. يأتي هذا التحرك الروسي في وقت حساس، ليعكس حرص موسكو على حماية مصالحها الاستراتيجية في سوريا، لا سيما في المناطق الساحلية.
حلب، التي تعتبر ثاني أكبر المدن السورية وأحد أعمدة الاقتصاد والثقافة في البلاد، كانت مسرحًا لصراعات مدمرة منذ بداية النزاع السوري. ومع احتدام المواجهات، باتت المدينة نقطة اختبار رئيسية لقدرة الحكومة السورية وحلفائها على استعادة السيطرة.
إغلاق مطار حلب
في ظل التطورات العسكرية، تم الإعلان عن إغلاق مطار حلب الدولي وتعليق جميع الرحلات الجوية حتى إشعار آخر، في خطوة تهدف إلى تأمين المطار ومنع وقوعه في أيدي الفصائل المسلحة.
تعزيزات روسية منتظرة
من المتوقع أن تشمل المساعدات العسكرية الروسية معدات متطورة وأسلحة ثقيلة لدعم العمليات العسكرية في المدينة ومحيطها. ويتزامن هذا مع وصول مستشارين عسكريين روس إلى المنطقة لتقديم الدعم الفني والتكتيكي للقوات السورية.
المعركة في حلب تحمل أبعادًا تتجاوز الميدان العسكري، فهي تضع روسيا أمام اختبار جديد في قدرتها على تأمين شريكها الاستراتيجي في دمشق والحفاظ على التوازنات الإقليمية.
أخبار متعلقة :