موقع بوابة المساء الاخباري

«الجارديان»: السلام الإقليمي الدائم يجب أن يمر عبر غزة.. بايدن: الاتفاق أنهى صراعًا استمر 14 شهرًا.. وأودى بحياة 4000 شخص.. وتسبب فى تشريد مئات الآلاف . المساء الاخباري

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بعد وقف إطلاق النار فى لبنان، ذكرت صحيفة "الجارديان" أنه من المثير للدهشة أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أبدى تفاؤلًا شديدًا عندما أعلن عن اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بين إسرائيل وحزب الله.

وقال بايدن، أنهى الاتفاق الصراع الذى استمر ١٤ شهرًا، والذى أودى بحياة ما يقرب من ٤٠٠٠ شخص وتشرد مئات الآلاف: "يذكرنا هذا بأن السلام ممكن".

وأضافت الصحيفة بالنسبة للرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، الذى فشل بشكل واضح فى كبح جماح تجاوزات إسرائيل بعد مذبحة أحداث ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، فإن الاتفاق يرقى إلى مستوى الاختراق الوداعى بعد أشهر من الدبلوماسية الضعيفة وغير الفعّالة.

الأمر الأكثر أهمية هو أنه يمنح الشعب اللبناني المعذب بعض الراحة، بعد حملة قصف وغزو برى لم يولى اهتماما يذكر للتأثير المروع على حياة المدنيين. وبالنسبة لمواطنى إسرائيل البالغ عددهم ٦٠ ألف مواطن والذين أجبروا على الفرار من منطقة الحدود الشمالية للبلاد بسبب صواريخ حزب الله، هناك احتمال العودة إلى ديارهم بعد قضاء أكثر من عام فى مخيمات النازحين.

ولا شك أن السلام على الجبهة الشمالية لإسرائيل سوف يشعل شرارة الأمل فى تحقيق تقدم أوسع نطاقًا، فى حين يستمر الدمار الوحشي المخزى لغزة إلى الجنوب، وتتضاءل الآمال فى إنقاذ الرهائن الإسرائيليين الناجين هناك.

ولكن من غير الحكمة أن نبالغ فى تقدير الإمكانات التحفيزية لاتفاق تم التوصل إليه وفقًا لشروط رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، وبما يتناسب مع مصالحه، بحسب "الجارديان".

فصل حربي لبنان وغزة

والأمر الحاسم هنا هو أن ضعف حزب الله يعنى أن إسرائيل تمكنت من فصل حربى لبنان وغزة، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار يمنحها حرية التصرف فى حرب غزة.

واستنادًا إلى قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذى أنهى حرب لبنان فى عام ٢٠٠٦ ولكن لم يتم تنفيذه بالكامل قط، فإن الاتفاق سوف يلزم القوات الإسرائيلية بالانسحاب وحزب الله بالانسحاب إلى الشمال من نهر الليطانى فى جنوب لبنان.

وهذه المرة من المرجح أن تصمد المنطقة العازلة التى تم إنشاؤها. فحزب الله يعيش حاليًا فى حالة من الفوضى، ويفتقر إلى القادة والبنية الأساسية والمعدات العسكرية.

وبعد زوال التهديد المباشر المتمثل فى وجود وكيل إيرانى قوى على أعتاب إسرائيل، أصبح نتنياهو حرًا فى مضاعفة أهدافه الحربية فى أماكن أخرى ــ وخاصة فيما يتصل بطهران.

وفى غزة، لم يُبد نتنياهو أى استعداد للمشاركة فى محادثات السلام التى توسطت فيها قطر، التى علقت دورها كوسيط هذا الشهر فى حالة من الغضب. والآن تجاوز عدد القتلى غير المقبول هناك ٤٤ ألف قتيل ــ الغالبية العظمى منهم من النساء والأطفال.

تسوية دائمة عبر غزة

وفى منطقة على حافة الهاوية، يجب أن تمر أى تسوية دائمة عبر غزة وتتضمن خلق الظروف الواقعية لدولة فلسطينية قابلة للحياة.

وكما كتب ذات مرة أوسكار روميرو، الأسقف السلفادورى الشهيد، "السلام ليس صمت المقابر/ السلام ليس النتيجة الصامتة للقمع العنيف"- وهو تحذير يتردد صداه بشكل صارخ فى مأساة غزة المستمرة. لكن نتنياهو ليس لديه رغبة فى أن يكون صانع سلام، حيث يحاول التهرب من محاكمة الفساد، والانتخابات التى من شأنها أن تعزز غضب الناخبين بعد ٧ أكتوبر.

تكمن مصلحته فى إدامة الشعور بالطوارئ الوطنية؛ وفى تدليل أعضاء اليمين المتطرف فى حكومته الذين قد يسقطونه، والذين يحلمون بمستوطنات جديدة فى غزة المكسورة المطهرة عرقيًا.

فى الوقت الذى يستعد فيه دونالد ترامب لخلافة جو بايدن فى البيت الأبيض، يتعين على العالم أن يأمل فى أن تفتح شهيته لفرض حلول فورية إمكانيات جديدة. وفى الوقت الحالي، لا تقدم التطورات المرحب بها فى الشمال سوى القليل من الراحة لسكان قطاع غزة اليائسين.

تفاؤل وقلق

وبين تفاؤل وقلق من "استفراد الاحتلال" بهم، يتلقف سكان غزة خبر سريان وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، الذى ينهى المواجهات العسكرية التى اندلعت فى السابع من أكتوبر ٢٠٢٣.

وربط الفلسطينيون آراءهم وتفاعلاتهم حول وقف إطلاق النار فى لبنان بمصير قطاع غزة، لا سيما أن حزب الله اللبنانى دخل الحرب ليكون جبهة إسناد لغزة على مدى أكثر من عام فى وجه آلة القتل والتدمير والتهجير والإبادة الجماعية.

وتحدثت هيئة الإذاعة البريطانية الـ "بى بى سي" إلى عدد من أهالى مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، لمعرفة آرائهم ومشاعرهم الحالية حول اتفاق وقف إطلاق النار.

من جانبه؛ قاله الطبيب بسام بشير، طبيب الأطفال وهو نازح من شمالى غزة إلى جنوبه "سيؤثر علينا هذا الاتفاق كثيرًا، وكنت أتمنى أن تظل جبهة لبنان مساندة لنا رغم أنهم دفعوا ويدفعون ثمنًا غاليًا، لكننا سنتأثر كثيرًا وسندفع أثمانًا باهظة جدًا لأنه سيتم الاستفراد بنا فى غزة، ونحن نتمنى كل الخير لأهل لبنان"، مضيفا "وأتمنى أن يمنحنا الله الصبر على تلك المعاناة والأزمات التى عانينا منها نحن وأهلنا فى لبنان".

ويقول أحد المواطنين إن "وقف الحرب فى لبنان يمثل بارقة أمل عند أهل غزة، نأمل أن يؤدى الأمر إلى تحريك المياه الراكدة ووقف شلال الدماء والتوصل لاتفاق لوقف الحرب فى القطاع. فى الوقت نفسه نتمنى أن لا ينعكس ذلك سلبًا على القطاع؛ من خلال تكثيف الجيش الإسرائيلى لضرباته وغاراته".

ومن ثم نجد اختلاط مشاعر الحزن والفرح عند الفلسطينيين، بين من يرى أن الاتفاق قد يمهد لآخر فى غزة، ومن يجده أنه يفتح الطريق لتكثيف الاحتلال عملياته العسكرية على القطاع المحاصر والاستفراد بمصير أكثر من مليونى فلسطيني.
 

أخبار متعلقة :