موقع بوابة المساء الاخباري

عندما يبكي الرجال! المساء الاخباري ..

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

الدموع.. أحد الطرق الطبيعية للتعبير عن المشاعر سواء كانت حزنًا أو فرحًا أو حتى راحة، تحمل أبعادًا إنسانية ونفسية عميقة، لكن عند الرجل العربي هي الوسيلة الأصعب والأبعد للتعبير عن المشاعر، لأن الثقافة العربية فرضت عليه منذ الصغر بعض المفاهيم الغريبة منها أن البكاء "للنساء فقط"، وأن الدموع دليل على الضعف، لكن في الحقيقة القوة ليس لها علاقة بالمقدرة على كبت الدموع، كما أن الرجال الذين يعبرون بالدموع هم الأكثر توازنًا نفسيًا.

هناك تحول تدريجي في المجتمعات الحديثة حيث أصبحت أكثر تقبلًا لبكاء الرجل الذي لم يعد يهاب الانهيار، وبدأ يعلن اللجوء لهذه الوسيلة الطبيعية للتعبير عن العواطف، لأن البكاء في الآخر رحمة من الله يعبر من خلالها سواء الرجل أوالمرأة عن آدميتهما.

مواقف عديدة عند الرجل تعكس عمق مشاعره وتدفعه للبكاء، ولعل أبرزها لحظة تسليم الأب ابنته لعريسها يوم زفافها، لحظة فارقة تختلط فيها المشاعر عنده ما بين الفرح والحزن والغيرة والفخر، مشهد يعكس عمق الرابط الأبوي، موقف يحمل العديد من الدلالات العاطفية والإنسانية، شعور بالفرح لرؤية تلك الطفلة الصغيرة وهي تبدأ حياة جديدة مليئة بالأمل، ولحظة إدراك أن دورها في حياته سيتغير، وهنا يصبح البكاء عبارة عن دعوات صامتة وصادقة غير مقيدة بتعليمات المجتمع.

يبكي الرجل أيضا عند الفقد،  فقد الأب، الأم، الأخ، الأخت أوالزوجة، حدث قد يهز مشاعر العديد من الرجال، يشعرون في هذه اللحظة الصعبة أنهم فقدوا الظهر والسند والحنية، هناك أيضا بكاء الخشوع أو الثوبة، وهو من أسمى وأصدق التعبيرات عن المشاعر الإنسانية، لأنها لحظة تعكس رغبة صادقة في العودة إلى الله.

عندما يبكي الرجل فهو يستجيب للمشاعر الطبيعية التي تشمل الفرح، الخشوع، الضغط أو حتى الامتنان، هذا يعني أنه في ذروة قوته وإنسانيته، لأنه تفريغ لكل الأحاسيس والمشاعر التي تتصارع في وجدانه، تفريغ لطاقة سلبية واستدعاء لطاقة إيجابية، هذا التفريغ يمنحه سلامًا داخليًا ويساهم في نشر المودة والرحمة في محيطه.

أخبار متعلقة :