أكد الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أن الصور التي يتم إنتاجها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي عن الجنة ونعيمها، قد تكون جميلة ولكنها لا تعبر عن الحقيقة كما وصفها القرآن الكريم والسنة النبوية.
وقال أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف، خلال تصريح اليوم الأحد: "بعض الناس قد يظن أن هذه الصور هي الحقيقة، لكن الحقيقة أن الجنة لا يمكن تصورها أو تصوير نعيمها بأي وسيلة بشرية، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر'".
وأوضح أن الأدوات والوسائل التي يعتمد عليها الذكاء الاصطناعي مثل برامج التصميم لا يمكنها تقديم صورة دقيقة لما في الجنة، حيث لا توجد في لغتنا كلمات أو صور قادرة على التعبير عن واقع الجنة الذي وصفه الله سبحانه وتعالى، لافتا إلى أن المثال الذي يقدمه الذكاء الاصطناعي هو مجرد تقريب للمعنى، ولكنه لا يعبر عن الحقيقة كما وردت في النصوص الشرعية.
وعن استخدام التقنيات الحديثة بشكل عام، قال إن الإسلام لا يعارض التطور والتقدم التكنولوجي، بل يشجع على مواكبة العصر، لافتا إلى أن المنهج الشرعي يتيح استخدام هذه التقنيات طالما كانت تُستخدم بما يعود بالنفع على المجتمع والأمة، لكن إذا أُستخدمت بشكل يضر بالفرد أو المجتمع، فإن ذلك يصبح محرمًا. وذكر مثالًا عن تحريك الصور وتركيب وجوه أو أصوات لأشخاص على مشاهد مختلفة، قائلاً: "يمكن لهذه التقنيات أن تؤدي إلى خداع الناس أو ترويج الأكاذيب، وهو ما يضر بالمجتمع."
وأشاد بتطور العلوم والتقنيات الحديثة، مؤكدًا على ضرورة استخدام هذه الوسائل بما يتماشى مع المصلحة العامة، وفي إطار الشرع الإسلامي الذي يسعى دائمًا لتحقيق الخير والمصلحة للناس، والإسلام دين عالمي، يواكب التطور الزمني والمكاني، لكن يجب الحذر من إساءة استخدام هذه التقنيات بما يضر أو يسبب فتنة.
أخبار متعلقة :