في أول رد فعل ثأري على استشهاد القائد البارز يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة، أقدمت كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري للحركة، على تنفيذ كمائن مركبة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي.
العملية التي نفذتها الكتائب جاءت بمثابة رد قوي على استهداف الاحتلال لقادة المقاومة، مما يعكس إصرار كتائب القسام على انتزاع الثأر، وتصعيد المواجهة مع الاحتلال بشكل مدروس.
عملية مفاجئة ومخطط لها بعناية
أعلنت كتائب القسام أن العملية التي نفذتها كانت مخططًا لها بعناية شديدة، وتهدف إلى إلحاق أكبر قدر ممكن من الأضرار بقوات الاحتلال، وقد وقع الهجوم في منطقة مفترق برج عوض بحي الجنينة شرق مدينة رفح، وذلك في 22 نوفمبر 2024.
العملية تميزت بتنسيق عالٍ واستخدام تكتيك عسكري متقدم، حيث تم تنفيذ كمائن مفاجئة شملت عدة مراحل متسلسلة تهدف إلى إرباك قوات الاحتلال وضربها في نقاط ضعفها.
تفاصيل الكمين المركب
العملية بدأت بعمليات قنص دقيقة استهدفت جنود الاحتلال أثناء تحركهم عبر محور صلاح الدين (المعروف بمحور "فيلادلفيا")، مما أسفر عن إصابات مباشرة ومقتل عدد من الجنود.
وبعد ذلك، تصاعد الهجوم إلى مرحلة ثانية حيث تم استهداف آليات الاحتلال العسكرية باستخدام قذائف مضادة للدروع، ما أدى إلى تدمير دبابة من طراز "ميركافا" وجرافة عسكرية ثقيلة من طراز "دي 9"، بالإضافة إلى استهداف قوات الإسناد التي وصلت إلى الموقع.
ولم يقتصر الهجوم على المعدات العسكرية فقط، بل شمل أيضًا استهداف مبنى سكني كان يتحصن فيه سبعة جنود إسرائيليين، حيث أطلقت كتائب القسام قذيفة مضادة للأفراد نحو المبنى، مما أسفر عن تدميره بالكامل وتكبد الاحتلال مزيدًا من الخسائر في الأرواح.
رسالة قوية من القسام
العملية لم تكن مجرد رد فعل عسكري بل رسالة قوية من كتائب القسام مفادها أن عمليات الاغتيال التي ينفذها الاحتلال ضد قادة المقاومة لن تمر دون عقاب، وقد أظهرت الكتائب قدرتها على تنفيذ عمليات مركبة ومعقدة، تؤكد على تطور تكتيكاتها الميدانية وعلى قدرتها على ضرب العمق الإسرائيلي في الوقت والمكان المناسب.
من خلال هذه العملية، أرادت كتائب القسام أن تبعث برسالة إلى الاحتلال مفادها أن المقاومة الفلسطينية ماضية في مسارها الثأري، وأن استهداف القادة لن يثنيها عن التصعيد والمواجهة، بل يزيد من عزيمتها في تنفيذ ضربات مؤلمة وقوية.
استمرار المقاومة رغم التحديات
تأتي هذه العملية في وقت حساس، حيث يواصل الاحتلال محاولاته لضرب بنيان المقاومة الفلسطينية عبر اغتيال قياداتها، لكن كتائب القسام أثبتت، من خلال هذه العملية، أنها لا تزال تحتفظ بقدرتها على تنظيم وتنفيذ عمليات مركبة رغم الظروف الصعبة وقد أكدت الكتائب في بيانها أن هذا الهجوم هو بداية لسلسلة من الردود التي ستستمر حتى تحقيق العدالة لدماء الشهداء، وأن الاحتلال سيدفع ثمن جرائمه باهظًا.
عملية مفترق برج عوض تمثل بداية فصل جديد في المواجهة المستمرة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.
إنها رسالة مفادها أن المقاومة لن تنكسر أمام محاولات الاحتلال المتواصلة لقتل القادة، بل ستظل تكبر وتتصاعد، مع تطوير تكتيكاتها العسكرية لتوجيه ضربات موجعة لجنود الاحتلال ومعداته.
أخبار متعلقة :