تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ، اليوم الأربعاء، الموافق الخامس والعشرون من شهر هاتور القبطي، بذكرى استشهاد القديس مرقوريوس الشهير" بأبي سيفين" الذي يحظي بمكانة كبيرة في قلوب جميع الأقباط ويتخدونه صديقاً لهم بسبب معجزاته الكثيرة.
وبدأ الأقباط منذ أمس الثلاثاء في نشر صور لهذا القديس على كافة مواقع التواصل الاجتماعي بصورة كبيرة احتفالًا بذكرى استشهاده.
أبي سيفين
وقال كتاب السنكسار الكنسي الذي يدون سير الآباء الشهداء والقديسين ، إنه في مثل هذا اليوم من سنة 250م استشهد القديس مرقوريوس الشهير بأبي سيفين.
وتابع السنكسار : وُلِدَ هذا القديس في أوائل الجيل الثالث المسيحي من أبوين مسيحيين بمدينة رومية، وسُمى باسم " أبادير ". وتدعوه الكنيسة باسم " فيلوباتير " وهي كلمة يونانية تعنى " محب الآب " ربّاه أبواه تربية مسيحية. ولما بلغ سن الشباب التحق بالجيش الروماني في أيام ديسيوس الإمبراطور. أعطاه الرب نعمة وشجاعة، فقربه الإمبراطور إليه ودعوه باسم " مرقوريوس ".
وواصل السنكسار: حدثت حرب بين الملك والبربر فخرج ديسيوس لمحاربتهم، وعندما رأى كثرتهم فزع، فطمأنه القديس مرقوريوس قائلاً: " لا تخف لأن الله سيهلك الأعداء ويعطينا الغلبة ". وفي إحدى ليالي الحرب ظهر له ملاك الرب بلباس أبيض وأعطاه سيفاً، لذلك دعى بأبي سيفين. وبمعونة الرب انتصروا في الحرب. وقد عظُم شأن القديس بسبب شجاعته، ومَنَحه الملك ألقاباً ونياشين كثيرة، وأعطاه لقب قائد قواده. وأحبه الجميع، ولكن عرَّفهم القديس بأن الغلبة والنصرة، ليست من عنده، وإنما هي من عند الرب.
أشد العذابات
واضاف السنكسار: لما استراح الإمبراطور من الحرب أراد أن يبخّر لأوثانه هو وعسكره، فتخلَّف القديس مرقوريوس عن ذلك. ولما أعلموا الملك بتخلُّفه، استحضره، وسأله عن السبب. فاعترف القديس ولم ينكر أنه مسيحي، وأن النصرة في الحرب كانت بقوة السيد المسيح. عرض عليه الإمبراطور أن يختار بين منصبه الرفيع وبين إيمانه المسيحي. عندئذ خلع منطقته وملابسه العسكرية وقال للإمبراطور: " إني لا أعبد غير ربي وإلهي يسوع المسيح ". فغضب الملك جداً وأمر بضربه بالسياط والدبابيس، وعذّبوه بعذابات شديدة، فلم يتزعزع. وأثناء عذابه، دخل كثيرون إلى الإيمان بالسيد المسيح، بسبب ثباته واحتماله للعذاب، واستشهدوا.
واختتم السنكسار: ولما رأى الملك أن كثيرين دخلوا في الإيمان المسيحي بسببه، أرسله مكبَّلاً بالحديد إلى قيصرية. وهناك قطعوا رأسه. فنال إكليل الشهادة.
السنكسار الكنسي
جدير بالذكر أن كتاب السنكسار يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.
ويستخدم السنكسار ثلاثة عشر شهرًا، وكل شهر فيها 30 يومًا، والشهر الأخير المكمل هو نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية التي تبدأ من يوم 12 سبتمبر.
والسنكسار بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، وذلك بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، ولأخذ العبرة والمثل من الحوادث السابقة على مدى التاريخ.
أخبار متعلقة :