كشف الدكتور علي الدين هلال، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، عن المصالح الاستراتيجية التي تسعى تركيا لتحقيقها من خلال تطورات الأوضاع السياسية في سوريا.
إعادة اللاجئين السوريين
وأوضح هلال خلال لقائه مع الإعلامية فاتن عبد المعبود، مقدمة برنامج "صالة التحرير" على قناة صدى البلد، أن تركيا ترى في الوضع السوري فرصة لتحقيق مصالحها الخاصة، حيث تكمن أولوياتها في حماية حدودها الخارجية، خصوصًا في المناطق الحدودية مع سوريا، بالإضافة إلى سعيها لإعادة اللاجئين السوريين الذين يعيشون على أراضيها إلى مناطقهم في سوريا بعد تأمينها.
وتابع هلال قائلًا إن تركيا تعمل على تحقيق استقرار ميداني في بعض المناطق السورية بهدف حماية حدودها ومنع أي تهديدات أمنية محتملة، فضلاً عن محاولة تحسين الوضع الداخلي من خلال التخلص من العبء الناتج عن أعداد اللاجئين السوريين.
وأشار إلى أن هذه المصالح التركية تتعارض مع بعض الأهداف الإقليمية الأخرى، ما يضاعف تعقيد الأوضاع السياسية في المنطقة.
وفي سياق الحديث عن الوضع السوري، أضاف هلال أن القيادة السورية الحالية لا تبدو متوجهة نحو الانتقام أو التصعيد في تعاملاتها مع القوى الإقليمية والدولية، حيث تقتصر القرارات التي تصدر عن الحكومة السورية على خطوات هامشية تفتقر إلى الجدية أو التأثير العميق.
وأكد أن هذه القرارات التي تم اتخاذها في الفترة الأخيرة تعكس عدم وجود استراتيجية واضحة للمرحلة المقبلة في ظل الظروف الراهنة.
إعداد مخططات استراتيجية
وعن الأوضاع السياسية في المنطقة العربية، أشار هلال إلى أنه يتم حاليًا إعداد مخططين استراتيجيين يؤثران بشكل مباشر على مستقبل المنطقة. الأول يتضمن إعادة توزيع النفوذ في المنطقة العربية بشكل يغير الواقع الاستراتيجي بشكل جذري، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة الهيمنة الإسرائيلية على بعض القضايا السياسية والاقتصادية في الشرق الأوسط. وقال هلال: "إنه من المحتمل أن تشهد المنطقة إعادة رسم الخريطة السياسية في إطار توازنات جديدة، الأمر الذي قد يفضي إلى تعزيز النفوذ الإسرائيلي في بعض الجوانب الاستراتيجية".
أما المخطط الثاني، فقال هلال إنه يرتبط بتغيير الحدود الإقليمية في بعض الدول العربية، خصوصًا في المناطق التي تشهد تدهورًا في الأوضاع الأمنية والاقتصادية. وأوضح أن هذا المخطط يشمل محاولة الاستيلاء على بعض المناطق العازلة في دول تشهد صراعات أو تفككًا أمنيًا، وذلك بهدف تغيير الواقع الجغرافي والسياسي في هذه الدول لتلبية مصالح القوى الإقليمية والدولية المتنافسة على النفوذ.
وأوضح أن هذه المخططات، رغم تعقيداتها، تعكس الصورة المستقبلية التي قد تواجهها المنطقة العربية في ظل غياب استقرار سياسي طويل الأمد، مؤكدًا أن التطورات الحالية في سوريا وما يحيط بها من صراعات وتنافسات إقليمية، تجعل المنطقة أكثر عرضة للتأثيرات الخارجية التي قد تعيد تشكيل الجغرافيا السياسية للمنطقة بما يتماشى مع الأهداف الدولية والإقليمية المتنافسة.
أخبار متعلقة :