تحل اليوم، الخميس، ذكرى وفاة محمود سامي البارودي، حيث توفي في مثل هذا اليوم في 12 ديسمبر عام 1904، وهو أحد زعماء الثورة العرابية وأحد أهم الشعراء الذين أثروا في الأدب العربي، بالإضافة إلى توليه مناصب هامة حيث تولى البارودي منصب وزير الحربية ثم رئيس الوزراء.
وسنتعرف خلال السطور المقبلة على نشأته وكيف تأثر بنفيه خارج البلاد؟
أسرة محمود سامي البارودي
ولد محمود سامي البارودي لأبوين من أصل شركسي، يتمتعون بالثراء والسلطان، حيث كان والده ضابطا برتبة لواء بالجيش المصري، وتم تعينه مديرًا لمدينتي دنقلة وبربر في السودان، وأجداد البارودي كانوا ملتزمي إقطاعية إيتاي البارود بمحافظة البحيرة.
البارودي وتأثيريه في الأدب العربي
يعد البارودي واحدا من أهم الشعراء الذين أثروا في الأدب العربي، حيث يعتبر رائد مدرسة البعث والإحياء في الشعر العربي الحديث، وهو أول من كتب مقدمة لديوان شعري في العصر الحديث، حيث كان يعتبر وظيفة الشعر هي “تدريب الأفهام وتنبيه الخواطر إلى مكارم الأخلاق وتهذيب النفوس”، وقد تأثر شعره بالنهضة الأدبية في العصر الحديث نتيجة الاتصال بأوروبا وزيادة عدد المبعوثين إلى الجامعات الغربية ودراسة فروع الأدب هناك، والتي أظهرت الاختلافات بين القديم والجديد.
كيف تأثر شعر البارودي بالنفي خارج البلاد
كان البارودي أحد زعماء الثورة العرابية، وبعد الثورة تم نفيه خارج البلاد أكثر من 17 عامًا في مدينة كولومبيا عاصمة سيريلانكا حاليًا، وذلك بعدما قدم استقالته من منصب رئاسة الوزراء عام 1882 احتجاجًا على قبول الخديوي توفيق مطالب فرنسا وإنجلترا بإبعاد أحمد عرابي، وهو ما جعله يعاني من مراره الغربة عن الوطن والوحدة بدون الأهل والأصدقاء والمرض، فظل يكتب قصائد يعبر فيها عن آلامه ومعاناته وحنينه إلى وطنه وسجل في شعره رثاء من مات من أهله وأصدقائه وأحبابه.
في المنفى، كتب محمود سامي البارودي قصائده الخالدة والتي يتذكر فيها أيام شبابه بين أهله وأصدقائه وما انتهت به إلى المنفى بعيدًا عن أحبابه، وظل يتعلم اللغة الإنجليزية طوال فترة بقائه في المنفى، كما أخذ يعلم أهل الجزيرة اللغة العربية، حتى ساءت حالته واشتد عليه المرض فعاد إلى وطنه مرة أخرى.
وبعد عودته فتح البارودي منزله للشعراء والأدباء وكان بينهم أحمد شوقي وإسماعيل صبري، ليسمعوا منه ويستمع إليهم وقد تأثروا بشعره وخطوا على منواله وأطلق عليهم مدرسة الإحياء.
أخبار متعلقة :