أطلقت أطراف دولية وأخرى محلية تصريحات تحذيرية بشأن احتمالية عودة تنظيم داعش الإرهابي للتوحش من جديد مستغلا الأوضاع الحالية في سوريا بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وأثارت تحركات نشطة للتنظيم الإرهابي في البادية السورية مخاوف واشنطن التي تدير قوات التحالف الدولي العاملة في سوريا لمجابهة داعش، لذلك باردت القوات الجوية الأمريكية بتنفيذ ضربات ضد أهداف عدة في وسط سورية طالت تحركات وقيادات للتنظيم الإرهابي، بهدف إضعاف القدرات العملياتية لأفراد التنظيم ومنعهم من استغلال الأوضاع الحالية في سوريا.
أما الجانب الروسي، فقد أعلن بدوره مخاوفه من احتمالية أن يعود تنظيم داعش للإطلال من جديد في العمق السوري، حيث قال سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، في حديث له مع الصحفيين، الأربعاء الماضي: "هناك خطر حقيقي من أن تظهر "داعش" مرة أخرى، وكل تلك الجماعات التي سبق وظهرت، وهذا أمر مثير للقلق".
بما يفيد أن الجانب الروسي لديه قلق من عودة التنظيمات السابقة التي هزمت لأنها ستجد في الأوضاع الحالية فرصة جيدة لبناء القدرات المهدرة.
إعدامات لأفراد من الجيش السوري
وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان قيام التنظيم الإرهابي بإعدام 54 عنصرا من قوات النظام السابق قرب كازية في منطقة السخنة في بادية حمص، ووفقا للمصادر فإن خلايا التنظيم اعتقلت العناصر الفارين من الخدمة العسكرية في البادية ودير الزور أثناء انهيار نظام الأسد.
وبلغت حصيلة القتلى خلال العمليات العسكرية ضمن البادية السورية وفقاً لتوثيقات المرصد السوري 655 قتيلاً منذ مطلع العام 2024.
أكد رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري، الإثنين الماضي، أن تنظيم داعش الإرهابي يقوم بتحركات في منطقة البادية السورية، محاولا استغلال الأوضاع الحالية في سوريا بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
إضعاف القدرات العلمياتية لداعش
وأعلنت القايدة المركزية للقوات الأمريكية (سنتكوم) أن القوات الجوية شنت غارات على أكثر من 75 هدفا لتجمعات تنظيم داعش الإرهابي بوسط سوريا، بهدف منع التنظيم الإرهابي من استغلال الوضع الحالي، وأن تقييم وحصر الأضرار مازال مستمرا.
ووفقا لبيان صادر عن القيادة المركزية، فإن القوات عشرات الضربات الجوية الدقيقة التي استهدفت معسكرات وعملاء داعش في وسط سورية.
وأضاف البيان، أنه جرى تنفيذ الضربات ضد قادة تنظيم داعش وعملائهم ومعسكراتهم كجزء من المهمة المستمرة لتعطيل تنظيم داعش وإضعافه وهزيمته، من أجل منع الجماعة الإرهابية من القيام بعمليات خارجية وضمان عدم سعي التنظيم إلى الاستفادة من الوضع الحالي لإعادة تشكيل نفسه في وسط سورية.
وقال البيان إن العملية استهدفت أكثر من 75 هدفاً باستخدام العديد من أصول القوات الجوية الأمريكية، وإن تقييم الأضرار الناجمة عن الضربات جار، ولا توجد مؤشرات على وقوع إصابات بين صفوف المدنيين.
وأشارت القيادة المركزية الأمريكية، انها ستواصل بالتعاون مع حلفائها وشركائها في المنطقة، تنفيذ العمليات الرامية إلى إضعاف القدرات العملياتية لداعش حتى خلال هذه الفترة الحيوية في سورية.
ووفقا للبيان، قال الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية: "لا ينبغي أن يكون هناك أي شك في أننا لن نسمح لتنظيم داعش بإعادة تشکیل نفسه والاستفادة من الوضع الحالي في سورية، ويجب أن تعلم جميع التنظيمات في سورية أننا سنحاسبها إذا تعاونت مع هذا التنظيم أو دعمته بأي شكل من الأشكال".
سجون سرية لمختطفين من سنوات
نفذت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" المدعومة من قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، عمليات أمنية ضد خلايا وعصابات تنظيم داعش الإرهابي في بعض المناطق بدير الزور.
وأكد المكتب الإعلامي في بيان صادر لـ"قسد"، أن القوات الأمنية عثرت على وثائق واعترافات تفصيلية تؤكد احتفاظ التنظيم الإرهابي بعدد كبير من المختطفين السوريين، ما بين عامي 2013 و2018 في سجون سرية بمنطقة البادية السورية.
ولفت البيان إلى أن "قسد" تعمل على تحديد مواقع سجون المختطفين، من أجل تنسيق وإجراء عمليات الإنقاذ والتتبع.
من جانبه؛ أصدر مظلوم عبادي، قائد قوات سوريا الديمقراطية عفوًا عامًا في المناطق الخاضعة تحت سيطرته بمناسبة سقوط النظام، وذلك بهدف نشر الأجواء الإيجابية من قبل الإدارة الذاتية للأكراد.
وأصدرت الإدارة الذاتية للأكراد في شمال وشرق سوريا، بيانا، أكدت فيه أنها تتمسك بالمبادئ التي عملت عليها طوال الحقبة الماضية.
وقالت الإدارة الذاتية، إننا جزء أصيل من النسيج السوري والجغرافيا السورية، وسنعمل على الحفاظ على وحدة الشعب السوري ووحدة الأراضي السورية، ونتبنى لغة الحوار السلمي لحل القضايا دون إقصاء أي طرف.
وأضاف: كما نؤكد التزامنا بدور ريادي في بناء سوريا ديمقراطية تعددية، تضمن حقوق كل السوريين دون تمييز أو تفريق، وندعو جميع القوى السياسية في سوريا إلى إعادة النظر في الماضي واستخلاص الدروس اللازمة للعمل معًا لإخراج البلاد من أزمتها المتفاقمة.
وطالب بيان الإدارة الذاتية بضرورة تحويل المرحلة الحالية إلى صفحة جديدة من أجل الوصول إلى توافقات تخدم مصالح كل السوريين، كما دعت الجميع للابتعاد عن سياسات الإقصاء والتهميش التي تبناها النظام في الماضي.
أخبار متعلقة :