كثفت الدولة المصرية في الأونة الاخيرة أنشطتها لدعم الأشخاص ذوي الإعاقة وتقديم خدمات صحية متكاملة لهم، وأعلنت وزارة الصحة والسكان مؤخرا عن إنشاء وتجهيز مراكز علاج طبيعي تأهيلية متخصصة للأطفال، وتهدف هذه المراكز إلى علاج حالات الشلل الدماغي، التأخر الحركي، ومشاكل النمو والتطور للأطفال، مع التركيز على تحسين المهارات الحركية والحسية والوظيفية لهم.
حيث تلتزم "الصحة" بتحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة لهذه الفئة، بما يتماشى مع توجيهات القيادة السياسية لتحقيق العدالة الصحية، كما أكدت الوزارة على أهمية التوعية والوقاية للحد من الإعاقات كزواج الأقارب يُعد من أهم مسببات الإعاقة في مصر.
وأشارت دراسة علمية أصدرتها منظمة الصحة العالمية (WHO) بعنوان "معدلات الشلل الدماغي لدى الأطفال وأسبابه الرئيسية" في يوليو 2021، إلى ان معدلات انتشار الشلل الدماغي بين الأطفال عالميًا، مع تسليط الضوء على الأسباب الشائعة مثل مشكلات الولادة المبكرة ونقص الأكسجين أثناء الولادة، وأوصت الدراسة بأهمية التدخل المبكر لتقليل الأثر السلبي على جودة حياة الأطفال المصابين.
إن إنشاء مراكز العلاج الطبيعي لعلاج الأطفال المصابين بالشلل الدماغي ليس المبادرة الأولى التي تسعى الدولة من خلالها لدعم ذوي الهمم، ولكن على مدار السنوات الماضية، أطلقت الحكومة العديد من المبادرات والمشروعات التي تهدف إلى تحسين جودة حياة ذوي الاحتياجات الخاصة، وتعزيز دمجهم في المجتمع، وتمكينهم من الحصول على حقوقهم كاملة، سواء في التعليم أو العمل أو الرعاية الصحية، منها:
مبادرة "أحسن صاحب"
تعد مبادرة "أحسن صاحب" واحدة من أبرز المبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم ذوي الهمم وتعزيز اندماجهم في المجتمع، لبناء جسور من التفاهم والصداقة بين ذوي الإعاقة وزملائهم في المدارس والجامعات.
مبادرة "قادرون باختلاف"
تأتي مبادرة "قادرون باختلاف" كأحد أبرز الجهود الوطنية لدعم ذوي الهمم، حيث تُنظم سنويًا لتهدف لإبراز مواهب وإنجازات ذوي الإعاقة في مجالات متعددة، مثل الرياضة والفنون، كما توفر منصة لتسليط الضوء على قضاياهم واحتياجاتهم.
ضرورة رفع الوعي المجتمعي
أكدت الدكتورة محمد عادل استشاري العلاج الطبيعي ل( البوابة نيوز) على أهمية إنشاء مراكز العلاج الطبيعي المتخصصة للأطفال، لأن هذه الخطوة تمثل تحولًا كبيرًا في تقديم الدعم الطبي والتأهيلي لذوي الإعاقة في مصر، و ان الأهم من ذلك ضرورة رفع الوعي المجتمعي حول أهمية العلاج الطبيعي، مشيرا إلى أهمية توعية الأهل بضرورة الالتزام ببرامج التأهيل لضمان تقدم الحالة الصحية والنفسية للأطفال.
التدخل المبكر
كما أوضح أن المراكز المتخصصة تلعب دورًا حيويًا في تقديم خدمات تأهيلية متكاملة تساعد الأطفال على تحسين قدرتهم على الحركة والتفاعل مع بيئتهم، مشدد على أهمية التدخل المبكر لعلاج الأطفال المصابين بالشلل الدماغي أو التأخر الحركي، مشيرة إلى أن التدخل في السنوات الأولى يحقق نتائج أفضل مقارنة بالتأخير في تقديم العلاج.
وأكد (عادل ) على ضرورة تجهيز هذه المراكز بأحدث الأجهزة والتقنيات العلاجية لضمان تقديم خدمات ذات جودة عالية تلبي احتياجات الأطفال المختلفة.
أخبار متعلقة :