شهدت الساعات الأخيرة، تطورات مفاجئة في الأوضاع السياسية والعسكرية في منطقة الشرق الأوسط، حيث تزايدت الأحداث الساخنة التي تحمل في طياتها تأثيرات قد تعيد تشكيل المشهد الإقليمي والدولي.
سحب روسيا قواتها من خطوط المواجهة بسوريا
وشهد العالم خلال الساعات الأخيرة العديد من الأحداث، من بينها سحب روسيا قواتها من خطوط المواجهة في سوريا، ومحاولة اقتحام البيت الأبيض، فضلًا عن عزل رئيس كوريا الجنوبية، وأنباء عن القبض على وزير الدفاع البرازيلي السابق.
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، أن سوريا هي بوصلة العالم ومطمع للأمريكيين والإسرائيليين والقوات الغربية، مشيرا إلى أن روسيا وأمريكا توافقتا على خروج بشار الأسد ونظامه، والفترة المقبلة قد تشهد تغيرات في الخريطة الجيوسياسية لسوريا.
وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن روسيا سحبت قواتها من خطوط المواجهة في شمال سوريا ومن مواقع في جبال العلويين، لكنها لن تغادر قاعدتيها الرئيسيتين في البلاد.
وأوضح أن سحب روسيا لقواتها من خطوط المواجهة في سوريا، يستدعي تساؤلات حول مستقبل الوضع السوري وأثر هذا التغير على التحالفات الإقليمية.
وأشار فهمي، إلى أن إسرائيل تستهدف التوسع في الجولان المحتلة بدعم من البيت الأبيض، والتخوفات المقبلة على العراق ولبنان من تداعيات التغير للخريطة الجيوسياسية.
كما تزامن ذلك مع محاولات اقتحام البيت الأبيض في واشنطن وعزل رئيس كوريا الجنوبية، في وقت تشهد فيه البرازيل أنباء عن القبض على وزير الدفاع البرازيلي السابق. وفي هذا السياق، تبرز سوريا كعنصر رئيسي في المعادلة الجيوسياسية، ما يعكس أهمية التطورات الأخيرة في هذا الملف.
سحب روسيا قواتها
وأعلنت روسيا مؤخرا عن سحب بعض من قواتها من خطوط المواجهة في شمال سوريا ومن مواقع في جبال العلويين، وهو القرار الذي يعد بمثابة تحول مهم في الاستراتيجية العسكرية الروسية في المنطقة.
التأثيرات المحتملة على الأوضاع الإقليمية
وتسهم التحركات الروسية في إعادة ترتيب أولويات اللاعبين الرئيسيين في سوريا، ومن أبرزهم الولايات المتحدة وإسرائيل.
وإسرائيل تستهدف التوسع في الجولان المحتلة بدعم من البيت الأبيض، وهو ما يعكس تغيرا في موازين القوى الإقليمية، مما يشير إلى أن التراجع الروسي قد يفتح المجال أمام قوى أخرى لتعزيز حضورها في المنطقة، سواء كان ذلك من خلال زيادة الدعم العسكري أو السياسي.
وقال أربعة مسؤولين سوريين، إن روسيا بدأت سحب قواتها من خطوط المواجهة شمال سوريا ومن بعض المواقع في جبال العلويين، لكنها ستظل متمركزة في قاعدتيها الرئيسيتين في البلاد. جاء ذلك بعد تقرير نشرته وكالة "رويترز" حول الوضع في سوريا.
وأظهرت صور بالأقمار الصناعية تم التقاطها يوم الجمعة، ما يبدو أنه طائرتان من طراز "أنتونوف AN-124"، وهي من أكبر طائرات الشحن في العالم، في قاعدة "حميميم" تستعدان للتحميل.
وفي تقرير للقناة نقلاً عن "رويترز" ووفقًا لتصريحات مسؤول أمني سوري، أكدت أن طائرة شحن واحدة على الأقل غادرت القاعدة يوم السبت.
كما أفادت مصادر عسكرية وأمنية سورية مرتبطة بالروس أن موسكو تسحب بعض قواتها من خطوط المواجهة، بالإضافة إلى معدات ثقيلة وبعض الضباط السوريين الكبار، لكن المصادر ذاتها أكدت أن روسيا لا تنوي مغادرة قاعدتيها الرئيسيتين في سوريا.
محاولة اقتحام البيت الأبيض
في سياق آخر، أفادت السلطات الأمريكية بأن شخصًا تم القبض عليه بعد محاولته تسلق السياج المؤقت حول البيت الأبيض هذا الأسبوع. ووفقًا للمتحدث باسم جهاز الخدمة السرية، تم رصد الشخص وهو يحاول القفز فوق السياج المضاد للحشرات في الساعة 11 صباحا بتوقيت واشنطن يوم السبت، وتم اعتقاله على الفور.
وأعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب اليوم الأحد عن تعيين ريتشارد جرينيل، رئيس جهاز المخابرات الأمريكي السابق، كمبعوث رئاسي للمهام الخاصة، وذكر ترامب عبر منصة "تروث سوشيال" أن جرينيل سيعمل في بعض المناطق الأكثر سخونة في العالم، بما في ذلك فنزويلا وكوريا الشمالية.
البرازيل تعتقل وزير الدفاع السابق
في البرازيل، ألقت السلطات القبض على وزير الدفاع السابق والتر براجا نيتو يوم السبت في إطار التحقيقات المتعلقة بمؤامرة انقلاب مزعومة على خلفية الانتخابات الرئاسية في أكتوبر 2022. كان براجا نيتو قد خدم في عهد الرئيس السابق جايير بولسونارو، الذي خسر الانتخابات أمام الرئيس الحالي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا. بعد الرفض المستمر من بولسونارو للاعتراف بهزيمته، قام أنصاره بإغلاق الطرق واحتلال الكونغرس والقصر الرئاسي والمحكمة العليا في برازيليا في 8 يناير 2023.
وفي نوفمبر الماضي، وجهت الشرطة الفيدرالية البرازيلية تهمًا لبراجا نيتو بالتخطيط لانقلاب لإلغاء نتائج الانتخابات، كما وجهت إليه تهمة عرقلة التحقيقات، وتحتجزه السلطات العسكرية في ريو دي جانيرو بناءً على خلفيته العسكرية.
والجدير بالذكر، تستمر سوريا في كونها بؤرة صراع دولي، حيث تتداخل مصالح القوى الكبرى مع الأطراف المحلية في مواجهة واحدة من أعقد الأزمات السياسية والعسكرية في العصر الحديث، بينما تواصل روسيا سحب قواتها، يبقى مصير النظام السوري مهددا بتغيرات جيوسياسية قد تعيد تشكيل الواقع الإقليمي في المنطقة.
أخبار متعلقة :