بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، بدأت العديد من الدول في إعادة تقييم سياساتها تجاه البلاد، مما أدى إلى تحركات دبلوماسية تشير إلى انفتاح نسبي.
وقد وصلت وفود من دول عربية وأجنبية إلى دمشق، حيث أعلنت وزارة الخارجية القطرية استئناف عمل سفارتها في سوريا ابتداءً من يوم الثلاثاء، مع تعيين خليفة عبد الله آل محمود الشريف قائمًا بالأعمال.
وفي وقت سابق، أعلنت تركيا رسميًا فتح سفارتها في دمشق ورفع العلم التركي عليها، بينما بدأ القائم بالأعمال التركي، برهان كور أوغلو، مهامه رسميًا من داخل مبنى السفارة.
من جانب آخر، أعلن الاتحاد الأوروبي إرسال ممثل رفيع المستوى إلى دمشق للقاء السلطات السورية الجديدة. وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، إن الاتحاد سيعيد فتح بعثته في سوريا، موضحةً أن هذه البعثة لم تُغلق رسميًا، لكن لم يكن هناك سفير معتمد أثناء الحرب.
كما التقى نائب الرئيس السوري، فاروق الشرع، بوفد دبلوماسي بريطاني، بينما وصلت إلى دمشق بعثة دبلوماسية فرنسية في خطوة غير مسبوقة منذ 12 عامًا.
في سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية الألمانية أن دبلوماسيين من ألمانيا سيجرون محادثات لأول مرة مع ممثلين عن "هيئة تحرير الشام" في دمشق، مع التركيز على العملية الانتقالية في سوريا وحماية الأقليات. كما أضاف المتحدث باسم الوزارة أن برلين تدرس إمكانية إرسال دبلوماسيين إلى دمشق في المستقبل، مؤكداً أن ألمانيا تراقب الهيئة عن كثب بالنظر إلى ارتباطاتها بتنظيم "القاعدة".
أما وزارة الخارجية الإيرانية فقد أكدت أنها لن تعيد فتح سفارتها في دمشق فورًا، بعد تعرضها للتخريب جراء الهجوم الذي شنته فصائل المعارضة المسلحة وأسهم في سقوط نظام الأسد.
وأوضح المتحدث باسم الوزارة، إسماعيل بقائي، أن إعادة فتح السفارة تعتمد على توفير الظروف الأمنية الملائمة.
من جهة أخرى، قالت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، في خطاب أمام البرلمان إن إيطاليا ترحب بسقوط نظام الأسد، مشيرة إلى استعدادها للتعامل مع الحكام الجدد في سوريا.
وأضافت أن هناك حاجة للحذر رغم المؤشرات الأولية المشجعة، وذكرت أن إيطاليا كانت أول دولة ضمن مجموعة السبع الكبرى التي أعادت فتح سفارتها في دمشق قبل عدة أشهر من سقوط النظام.
وفي شمال سوريا، تجدد التوتر بعد إعلان قوات سوريا الديمقراطية “قسد” فشل الوساطة الأمريكية لإعلان هدنة دائمة في منبج وعين العرب (كوباني) شمال حلب.
وأوضح فرهاد شامي، مدير المركز الإعلامي لقوات قسد، أن جهود الوساطة الأمريكية فشلت بسبب "المراوغة التركية" في قبول نقاط الوساطة.
وفي الوقت نفسه، دعت الإدارة الذاتية الكردية إلى "وقف العمليات العسكرية" في جميع أنحاء سوريا استعدادًا لحوار وطني شامل، بعد أكثر من أسبوع على إطاحة المعارضة بنظام الأسد في بعض المناطق.
كما شنت فصائل موالية لتركيا هجمات ضد قوات "قسد" في شمال شرق سوريا، حيث سيطرت على دير الزور ومنبج وتل رفعت، وتستعد للهجوم على عين العرب.
أخبار متعلقة :