يواصل الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ مخططاته الرامية إلى التوغل في العمق السوري وتنفيذ أهدافه الاستراتيجية بالاستيلاء على مزيد من أراضي دولة سوريا العربية، مستغلا في ذلك الحالة الراهنة التي تشهدها الأراضي السورية عقب سقوط نظام حكم بشار الأسد وتولي الفصائل المسلحة السلطة في البلاد.
وفي ظل الفوضى التي تشهدها سوريا، أقدم الاحتلال على اقتحام منطقة السيدة زينب في العاصمة السورية دمشق، تحت مزاعم البحث عن رفات الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين، وذلك ضمن خططه للتوغل في العمق السوري.
وأفات تقارير إعلامية، بأن طائرة مروحية تابعة للاحتلال الإسرائيلي هبطت بالقرب من العاصمة السورية «دمشق»، لتنفيذ الجنود الإسرائيليين عددًا من العمليات والنشاطات العسكرية في أحد المواقع العسكرية السورية وتحديدًا في منطقة «السيدة زينب»، وليس لانتشال رفات الجاسوس الإسرائيلي، إيلي كوهين، الذي أصدرت السلطات السورية قرارًا ضده بالإعدام في عام 1965، بتهمة التجسس ونقل معلومات عسكرية وحيوية تخص أمن سوريا.
محاولات إسرائيلية فاشلة للوصول إلى رفات «إيلي كوهين»
وكشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، عن إجراء اتصالات إسرائيلية عديدة مع عدد من مسؤولين سوريين وأطراف إقليمية، لتحديد مكان رفات الجاسوس الإسرائيلي، إيلي كوهين، مستغلة الفوضى والاضطرابات في سوريا، ورغم المحاولات التي تتم على مر السنوات الماضية إلا أن نتيجة تلك الجهود لم تتحقق بعد أو ظهور أي نتائج حاسمة.
ولم تكن هذه المحاولة هي الأولى كما قيل من قبل، ففي عام 2018 أعلنت إسرائيل استعادتها ساعة اليد التي كان يرتديها إيلي كوهين، بفضل عملية خاصة نفذها الموساد.
وبعد عامين، نشرت بعض التقارير الصحفية بأن الكيان الإسرائيلي اتفق مع بعض الجنود الروس بتفتيش أماكن جنوب سوريا وتحديدًا مخيم اليرموك بعام 2021، وأكد مكتب بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي حينها، أن عمليات البحث عن رفات الجاسوس إيلي كوهين مستمرة بالتعاون مع موسكو، لكن منذ تلك اللحظة وحتى الأن لن تظهر أي نتائج بشأن هذا الأمر.
كيف تجسس «إيلي كوهين» على سوريا
تلقى «إيلي كوهين» الكثير من التدريبات الخاصة التي تؤهله للعب دور الجاسوس وقدرته على جمع المعلومات المهمة والعسكرية التي يريدها الكيان الإسرائيلي المحتل، حيث دخل إلى الأراضي السورية وهو يحمل جواز سفر سوري هاجر من حلب إلى الأرجنتين، ويدعى «كامل أمين ثابت»، وخلال تواجده داخل سوريا نجح في بناء سمعه له كأنه رجل أعمال متحمس لوطنه الأصلي سوريا، وبناء علاقات مع عدد كبير من المسؤولين السوريين وكان أبرزهم أمين الحافظ الذي أصبح لاحقًا رئيسًا لسوريا.
وخلال هذه الفترة، أصبح الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين، مقربًا من دوائر صنع القرار في الحكومة السورية، وهذا ساعده كثيرًا في حصوله على معلومات حساسة خاصة بمواقع عسكرية في مرتفعات هضبة الجولان المحتلة، حيث اعتبر الكيان المحتل أن تلك المعلومات هي بمثابة انتصار لإسرائيل خلال حرب 1967.
لحظة كشف سوريا تجسس «إيلي كوهين» على البلاد ونقل معلومات لإسرائيل
ومع مرور الوقت وتسريب بعض المعلومات الحساسة عن سوريا ونقل قرارات حكومية للإذاعة الإسرائيلية، بدأت أصابع الاتهام تتجه نحو «إيلي كوهين»، إذ قامت الأجهزة الاستخباراتية السورية بالتعاون مع قادت التحقيقات باعتقال «كوهين» من منزله في يناير 1965.
وحينها أصدرت المحاكمة السورية حكما نهائيا ضد الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين، بالإعدام حيث نفذ الحكم في ساحة «المرجة» في العاصمة «دمشق» أمام حشد كبير من الجماهير، ووصفته السلطات السورية أثناء تنفيذ الإعدام في ميدان عام بأنه «أخطر جاسوس إسرائيلي»، بينما اعتبره الكيان الإسرائيلي بطلًا قوميًا.
من هو الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين؟
- وُلد الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين عام 1924، لعائلة يهودية مهاجرة من حلب.
- انضم الجاسوس الإسرائيلي، إيلي كوهين لجهاز الموساد الإسرائيلي، بـ «العميل 88».
اقرأ أيضاً
سامح عسكر: سوريا تمثل أزمة كبيرة بين الجهاديين والصهاينة من ناحية النفوذهويدي: وجود السجون في سوريا لا يبرر منح «صكوك البراءة» لأعضاء التنظيمات الإرهابية
المفكر القومي أحمد الصاوي يجيب عن سؤال الساعة: «هل ستحتفظ روسيا بقواعدها في سوريا؟»
أخبار متعلقة :