ذهب السيد المسيح إلى بيت سمعان الفريسي وزكا العشار وجاء ذلك لعدة أسباب، وكل زيارة تحمل دلالة تعليمية ورمزية كبيرة في رسالته.
زيارة سمعان الفريسي (لوقا 7: 36-50)
في هذه الزيارة، جاء المسيح إلى بيت سمعان الفريسي الذي كان يدعوه لحفل عشاء. وفي أثناء العشاء، دخلت امرأة خاطئة (غالبًا كانت من المدينة) وأخذت تبكي على قدمي يسوع، وتغسلهما بدموعها وتمسحهما بشعر رأسها. عندها، علّم المسيح سمعان الفريسي درسًا عن المغفرة والحب والتوبة، حيث أظهر كيف أن المرأة التي كانت تُعتبر خاطئة أظهرت حبًا كبيرًا وتوبة صادقة، في حين أن الفريسي لم يُظهر نفس الاهتمام. هذه الزيارة كانت فرصة ليوضح المسيح أن الله ينظر إلى القلب والتوبة أكثر من المظاهر الدينية.
زيارة زكا العشار (لوقا 19: 1-10)
زكا كان عشارًا (أي جامع ضرائب)، وكان يُعتبر في ذلك الوقت شخصًا غير محبوب ومرذولًا بسبب تعامله مع الاحتلال الروماني وتراكم الثروات بطريقة غير عادلة.
عندما علم زكا بقدوم يسوع إلى مدينته، تسلق شجرة ليراه، وهو كان قصير القامة. يسوع، رغم مكانته ومعرفته بكل شيء، دعا زكا لينزل من الشجرة ويستضيفه في بيته. هذه الزيارة كانت بمثابة إعلان عن محبة الله للأشخاص الذين يُعتبرون منبوذين أو غير محبوبين، وأظهرت رغبة المسيح في إصلاح القلوب وتحويلها من الشر إلى الخير بعد لقائه بالمسيح، قرر زكا التوبة وإعادة الأموال التي أخذها بطريقة غير عادلة.
المسيح أظهر اهتمامه بالقلوب التائبة والمحبّة لله، بغض النظر عن وضع الشخص الاجتماعي أو الديني.
زياراته إلى هذه الشخصيات كانت لتعليم الناس أن الرحمة والتوبة هي أساسية في ملكوت الله.
المسيح لم يأتِ ليخلص الأبرار بل الخطاة، كما جاء في قوله: “لَمْ آتِ لِأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ” (لوقا 5:32).
هذه الزيارات كانت بمثابة دعوة لجميع الناس إلى التوبة والإيمان، بغض النظر عن خلفياتهم أو أخطائهم السابقة.
أخبار متعلقة :