أظهرت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين يعيشون في نفس البيئة الاجتماعية يتشاركون تشابهًا في تركيبة فلورا الأمعاء الخاصة بهم، مما يشير إلى وجود علاقة وثيقة بين التفاعل الاجتماعي وطبيعة البكتيريا التي تستوطن الأمعاء.
تسلط الدراسة التي نشرت في sciencealert الضوء على العلاقة بين التفاعل الاجتماعي وصحة الأمعاء، مما يفتح المجال لمزيد من الأبحاث حول دور البكتيريا في الوقاية من الأمراض ومعالجة الاضطرابات الجسدية والنفسية، وتشير النتائج إلى أن الحياة الاجتماعية النشطة قد تكون عاملاً مهمًا للحفاظ على صحة أمعاء سليمة وتعزيز الوظائف الحيوية للجسم.
تفاصيل الدراسة:
• الباحثون والجهة المُنفذة:
قاد الدراسة باحثان من جامعة ييل، فرانسيسكو بيغيني وجاكسون بولمان، بالتعاون مع الدكتور نيكولاس كريستاكيس.
ركزت الدراسة على 1,787 شخصًا من سكان قرى معزولة في هندوراس، حيث تم جمع عينات من فلورا الأمعاء وتحليلها بدقة.
• طريقة البحث:
تم تحديد شبكات العلاقات الاجتماعية لكل فرد من خلال جمع بيانات ميدانية مفصلة.
شارك الأشخاص في تقديم عينات من البراز، والتي جُمدت وشُحنت إلى الولايات المتحدة لتحليلها.
أهم النتائج:
1. تأثير التفاعلات الاجتماعية:
• الأشخاص الذين يقضون أوقاتًا أطول معًا يتشاركون تشابهًا أكبر في فلورا الأمعاء مقارنةً بالمعزولين اجتماعيًا.
• بمرور الوقت، تزداد نسبة التشابه بين الأفراد الذين تربطهم علاقات اجتماعية قوية.
2. العلاقات خارج الأسرة:
لم يقتصر التشابه في فلورا الأمعاء على أفراد العائلة، بل امتد إلى الأصدقاء المقربين وغيرهم من الأفراد الذين يقضون وقتًا مشتركًا.
3. تأثير العزلة:
الأفراد قليلو العلاقات الاجتماعية لديهم تركيبة فلورا أمعاء مختلفة بشكل واضح عن نظرائهم الأكثر تفاعلًا اجتماعيًا.
أهمية النتائج:
• تشير الدراسة إلى أن طبيعة التفاعلات الاجتماعية تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل فلورا الأمعاء، مما يُبرز أهمية العلاقات الاجتماعية للصحة العامة.
• قد تكون هذه التغيرات مرتبطة بعوامل صحية ونفسية، مثل السمنة، الاكتئاب، واضطرابات أخرى.
نظرة مستقبلية:
• يأمل الباحثون في توسيع نطاق الدراسة لتشمل مناطق جغرافية وثقافية أخرى، مثل اليونان، لفهم كيفية تأثير الاختلافات الحضارية على تركيبة فلورا الأمعاء.
• الدراسة تمهد الطريق لفهم أعمق حول كيفية تأثير البيئة الاجتماعية على الصحة بشكل عام، وليس فقط في منطقة البحث.
الأبعاد الصحية والاجتماعية:
• دور الصادات الحيوية:
قد تؤدي الصادات الحيوية إلى تدمير البكتيريا الجيدة في الأمعاء، مما يتطلب تعويضًا طبيعيًا يتم غالبًا من خلال التفاعلات الاجتماعية.
• إيجابيات وسلبيات تشارك فلورا الأمعاء:
لا يمكن تصنيف التشارك كأمر إيجابي أو سلبي بالكامل، حيث يعتمد تأثيره على ظروف متعددة مثل البيئة والصحة العامة.
أخبار متعلقة :