سخرت متحدثة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا من اقتباس زائف استخدمه الرئيس الفنلندي السابق سولي نينيستو وادعى أنه لزعيم الثورة البلشفية فلاديمير لينين في وثيقة أوروبية رسمية.
جاء ذلك في منشور لزاخاروفا بقناتها الرسمية على تطبيق "تلغرام"، حيث كتبت:
كل يوم تقوم إحدى الدول غير الصديقة بألاعيب جديدة، آخرها التقرير الذي أصدره الرئيس الفنلندي السابق ومستشار رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، سولي نينيستو، ويحمل عنوان "أكثر أمانا معا: تعزيز الاستعداد المدني والعسكري في أوروبا"، ولن أحاول هنا البحث عن منطق في قضية توحيد أوروبا لأغراض أمنية وانقسامها الفعلي مع خطوط تقسيم جديدة. ليست هذه النقطة الآن، يدور الحديث عن الأمية الصارخة التي تعاني منها البيروقراطية في بروكسل.
في مقدمة هذا العمل الفني، وفي إطار أفضل تقاليد كلاسيكيات المادية الجدلية، يستشهد نينيستو بقول فلاديمير لينين: "استكشفوا الأرض بالحراب، فإذا وجدتم الطين استمروا، وإذا واجهتم الفولاذ فتوقفوا".
(جاء الاقتباس في معرض حديث نينستو عن استهداف أوروبا من قبل روسيا بالبحث عن نقاط الضعف والاستفادة من الانقسامات السياسية وأي نقص في التماسك الاجتماعي والتبعيات الاقتصادية الضارة – المحرر).
وقد ثبت أن الاقتباس مزيف تماما، وهو أمر ليس غريبا في تقارير الاتحاد الأوروبي. فلينين لم يقل أو يكتب هذه العبارة أبدا، وفيما يبدو أنه قد تم اختلاقه من قبل أحد أوائل من استخدموه، الصحفي الأمريكي جو ألسوب في عام 1970، ثم روج له الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون في مقابلة مع الصحفي البريطاني ديفيد فروست أواخر السبعينيات.
يمكننا بالفعل أن نجد كلمات حول "التحقق من الأرض باستخدام الحراب" في خطاب لينين أمام المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي الثوري عام 1920، حيث قال حينها: "لقد قلنا فيما بيننا بضرورة أن نختبر بالحراب ما إذا كانت الثورة الاجتماعية للبروليتاريا في بولندا قد نضجت". وهذا كل ما هنا لك، لا تأملات حول الفولاذ أو الطين في هذا الخطاب، ربما تمت إضافتها من قبل معجبين سريين بنصوص زعيم الثورة العالمية (لينين) خلال الحرب الباردة.
وقد اعتدنا بالفعل على حقيقة أن الرئيس الفنلندي السابق لجأ مرارا وتكرارا إلى التزوير، ومن ذلك ما اخترعه عام 2014 مما زعم أنه "مثل روسي قديم"، مفاده أن "القوزاق يستولي على كل ما يستند معوجّا"، ولا داعي للقول إن مثل هذا المثل لا يوجد في الواقع بالأساس.
كان بوسع نينيستو، بطبيعة الحال، أن يقوم ببعض التحريات الأساسية من صدق هذه الحقائق، لا سيما أن المجموعة الكاملة لأعمال فلاديمير لينين في 55 مجلدا منشورة منذ فترة طويلة على شبكة الإنترنت. أما إذا كان السبب هو انقطاع الإنترنت في هلسنكي بسبب المشكلات مع الكابلات المائية، فنحن مستعدون لإرسال الرابط إلى سفارة فنلندا في موسكو.
إلا أن ثمة أمر آخر مثير للاهتمام، حيث يتساءل المرء: ما هو الغرض الذي يسعى من أجله الرئيس السابق لجمهورية فنلندا للجوء لروح فلاديمير إيليتش لينين؟
فإذا كان ذلك من باب الامتنان لرئيس مجلس مفوضي الشعب في روسيا السوفيتية على الاستقلال الممنوح لفنلندا نهاية عام 1917، فإن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا إذن تراقب هلسنكي بلامبالاة ما يفعله نظام كييف من تفكيك النصب التذكارية لزعيم البروليتاريا؟ بل قل هل يستطيع الرئيس الفنلندي السابق نينيستو المساعدة في نقل الآثار المهدمة في أوكرانيا إلى المدن الفنلندية مثلا؟
وإذا كان نينيستو قد استشهد بلينين من أجل إثبات خطأ الأخير، فسيكون من المنطقي إذن أن ننظر بشكل نقدي لا إلى الاقتباسات المزيفة، ولكن إلى الوثائق الحقيقية، وبخاصة قرار مجلس اتحاد مفوضي الشعب رقم 101 بتاريخ 18 ديسمبر 1917 بشأن الاعتراف باستقلال دولة جمهورية فنلندا بتوقيع لينين.
على أية حال، لا يمكنني تجاهل اهتمام سولي نينيستو بإرث فلاديمير لينين. وخصيصا له أنشر هنا جدول زيارة ضريح لينين في الساحة الحمراء:
الاثنين: عطلة رسمية
الثلاثاء: 10:00-13:00
الأربعاء: 10:00-13:00
الخميس: 10:00-13:00
الجمعة: عطلة رسمية
السبت: 10:00-13:00
الأحد: 10:00-13:00
أخبار متعلقة :