موقع بوابة المساء الاخباري

فعل نهانا عنه المولى وحذرنا منه النبي .. علي جمعة يوضحه .. بوابة المساء الاخباري

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان الله عز وجل عن الظلم، والظلم هو: وضع الشيء في غير موضعه، ومجاوزة الحد، والميل عن العدل. 

واضاف جمعة؛ في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ان في الشرع، الظلم هو التعدي عن الحق إلى الباطل. فمن صور الظلم: التصرف في ملك الغير بغير حق، أو مطالبة الإنسان بأكثر مما عليه من واجبات، أو إنقاص حقه، أو الاعتداء على أمنه بالضرب أو التخويف أو اللعن، أو الاعتداء على أمواله بالسرقة أو الغصب.

وأعظم ظلم في حق الإنسان هو القتل، كما قال الله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا}.

وأعظم أنواع الظلم على الإطلاق هو عصيان الله تعالى، فقد سماه الله "الظلم العظيم"، لأن العاصي يعرض نفسه للعذاب. وهذا كما قال الله تعالى على لسان لقمان: {لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}.

والظلم قد يكون للنفس في الدنيا، حين يُحمِّل الإنسان نفسه ما لا طاقة لها به من الأعمال أو المواقف التي لا يقوى على تحملها. 

فالعدل مع النفس مطلوب، وذلك بحملها على فعل المصالح، وكفها عن القبائح، والوقوف في أحوالها على أعدل الأمور بين التجاوز والتقصير. فإن التجاوز فيها جور، والتقصير فيها ظلم. ومن ظلم نفسه كان أظلم لغيره، ومن جار عليها كان أكثر جورًا على الآخرين. وقد قال بعض الحكماء: "من توانى في حق نفسه، ضاع".

وقد حذرنا رسول الله ﷺ: "اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة" [البخاري ومسلم].

قال الإمام علي رضي الله عنه : "من ظلم عباد الله ، كان الله خصمه دون عباده".

وقد أوضح النبي ﷺ أن منع الظالم عن ظلمه هو نصر له. فقد جاء عن أنس رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: "انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا". فقال رجل: يا رسول الله، أنصره إذا كان مظلومًا. أفرأيت إن كان ظالمًا كيف أنصره؟ قال: تحجزه أو تمنعه عن الظلم، فإن ذلك نصره" [البخاري].
وفي الحديث القدسي عن رب العزة، قال الله تعالى: "يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا" [مسلم]. وسئل النبي ﷺ: "ما العصبية؟" فقال: "أن تعين قومك على الظلم" [أبو داود].

ومن مظاهر تمام العدل وإقامة الحجة على الخلق ما يقع يوم القيامة، كما في حديث أنس رضي الله عنه: "كنا عند رسول الله ﷺ فضحك، فقال: تدرون مما أضحك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: من مخاطبة العبد ربه. يقول: يا رب، ألم تجرني من الظلم؟ فيقول: بلى. قال: فإني لا أجيز على نفسي إلا شاهدًا مني. قال: فيقول: كفى بنفسك اليوم عليك شهيدًا، وبالكرام الكاتبين شهودًا. قال: فيختم على فيه، فيقال لأركانه: انطقي. قال: فتنطق بأعماله. ثم يخلى بينه وبين الكلام، فيقول: بعدًا لكن وسحقًا، فعنكن كنت أناضل" [مسلم].

وقد قال النبي ﷺ: "بئس الزاد إلى المعاد، العدوان على العباد". وقال أيضًا: "ثلاث منجيات، وثلاث مهلكات. فأما المنجيات: فالعدل في الغضب والرضا، وخشية الله في السر والعلانية، والقصد في الغنى والفقر. وأما المهلكات: فشح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه".

وقال بعض البلغاء: "إن العدل ميزان الله الذي وضعه للخلق، ونصبه للحق. فلا تخالفه في ميزانه، ولا تعارضه في سلطانه، واستعن على العدل بخلتين: قلة الطمع، وكثرة الورع".

أخبار متعلقة :