أقيمت أمس ببيت السناري بحي السيدة زينب ندوة لمناقشة كتاب «الحشاشون.. صفحات من تاريخ وأساطير النزارية» الصادر عن دار العين للنشر للمؤرخ حسن حافظ.
إخلاص حسن الصباح
وخلال الندوة قال حسن حافظ إن حسن الصباح قرر قتل ابنيه حتى لا يظن أحد أنه أقام دعوته من أجل توريثها لأبنائه. فقد أخلص الصباح لقضيته وأخلص لها كثيرًا، وهذا الأمر أكسبه نوعا من الاحترام من جانب المؤرخين السنة ومنهم مثلا المؤرخ الشهير ابن الأثير الذي تعامل مع حسن الصباح باحترام كبير جدًا في كتاباته إذ كان يذكر فضائله ومنها احترامه للشريعة بشكل كبير جدًا داخل قلعة ألموت ورفضه بشكل قاطع تمرير الخمر داخلها، فقد كان مذهبه قائمًا على التقشف والزهد والإخلاص لدعوتهم.
سياق تاريخي
ويكمل حسن حافظ: ما حولت مناقشته في الكتاب هو معرفة السياق التاريخي الشديد لتأسيس الجماعة النزارية المشتقة أساسًا من الشيعة النزارية فأهميتها بالنسبة إليَّ أنها واحدة من أهم الجماعات التي انشقت عن الإسماعيلية الأم في الفترة الفاطمية. وهذه الجماعات كونت نظام سياسي يختلف تمامًا عن التجربة الإسماعيلية داخل مصر.
ويستطرد: الجماعة النزارية ارتبطت بها مجموعة من الأساطير إذ كانت محل رعب حقيقي بين كل الدول والجماعات المحيطة.
إبطال الدعوة النزارية
أما بخصوص تسمية الكتاب باسم الحشاشون بدلًا من النزارية قال: أعتقد أن الأسطورة هزمت التاريخ في حقيقة الأمر. وهذه الأسطورة بدأ منذ وقت الفاطميين أساتذة الدعوة فقد أطلقوا هذا المسمى كنوع من أنواع التحقير فالخلافة الفاطمية دخلت في صراع كبير بينهم وخصوصًا خلال فترة الآمر بأحكام الله. وهذه الأمور دفعت الفاطميين لإصدار مرسوم وسجل رسمي تبطل فيه الدعوة النزارية، وهنا ظهر لفظ الحشيشة فهذا اللفظ استخدم في الفترة الفاطمية كناية، لكنه لم يكن يستخدم في هذه الفترة كمخدر بل كان معناه هو هؤلاء الناس الذين لا قيمة لهم. فهذا اللفظ لم نجده عند المصادر الفارسية التي أرخت لنزارية ألموت لأنهم لم يعرفوا أيًا من الدعاية الفاطمية العربية والتي كان مركزها الأساسي مصر والشام.
أخبار متعلقة :