ننشر لكم من خلال موقعكم " المساء الاخباري"
مغادرة آلاف السكان منازلهم بعد اتساع نطاق الحرائق
لا تزال الحرائق الضخمة في الضواحي الشمالية الشرقية لأثينا، تتسع؛ رغم انتشار مئات الاطفائيين، ما أرغم آلاف السكان على مغادرة منازلهم ودفع اليونان إلى طلب مساعدة الاتحاد الاوروبي.
وسجلت مشاهد غير مسبوقة في العاصمة إذ قام سكان يضعون أقنعة لحماية أنفسهم من الدخان الخانق، برش منازلهم بالمياه لتصبح أقل عرضة للنيران التي امتدت إلى مدينتي نيا بنتيلي وفريليسيا الواقعتين في ضواحي العاصمة.
في هاتين المدينتين أظهرت لقطات تلفزيونية النيران تلتهم سيارات، ومروحيات تحلّق فوق أسطح مبان وتلقي فوقها المياه لمكافحة الحرائق.
مبنى مدرسة ثانوية وصالة الألعاب الرياضية التابعة لها مشتعلة بالقرب من أثينا، اليونان، 12 أغسطس، 2024 (رويترز)
وقالت ناتاسا كوزموبولو رئيسة بلدية مدينة بنتيلي لموقع newsit.gr الإخباري إن “الوضع مأسوي”. وأضافت “هناك مدرسة ومنازل تحترق وأرى ألسنة النار تقترب من مبنى البلدية”.
واندلع الحريق الذي يغطي دخانه جزءا من العاصمة، بعد ظهر الأحد في فارنافاس على بعد 35 كيلومترا شمال شرق أثينا، وأرغم امتداده السريع البلاد على طلب المساعدة.
وقال الناطق باسم المفوضية الأوروبية بالاز أوجفاري في بيان إنه تم “تفعيل آلية الاتحاد الأوروبي للحماية المدنية بطلب من السلطات اليونانية” مضيفا أن إيطاليا وفرنسا والجمهورية التشيكية ورومانيا سترسل وحدات للمساعدة.
وأعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان الاثنين أن فرنسا سترسل 180 إطفائيا و55 شاحنة إطفاء ومروحية لمساعدة اليونان في إخماد الحرائق.
مشهد آخر لمبنى المدرسة الثانوية وصالة الألعاب الرياضية التابعة لها المشتعلة بالقرب من أثينا، اليونان، 12 أغسطس، 2024 (رويترز)
وأرغم الحريق السلطات على إصدار أمر بإجلاء مناطق جديدة في الضاحية الشمالية الشرقية لأثينا الاثنين، بعد مدينة ماراثون أمس والتي يبلغ عدد سكانها أكثر من سبعة آلاف نسمة.
وقال سيموس روسوس رئيس بلدية خالاندري، إحدى أكبر المدن في شمال شرق أثينا، لقناة التلفزيون العامة “اي آر تي” إنه طلب إجلاء الأحياء الأكثر قربًا من الحريق.
وأوضح “بسبب اتجاه الرياح، قررنا إجراء عملية إجلاء وقائية (…) الحريق قريب جدًا”.
مروحية لمكافحة الحرائق تسقط المياه مع اشتعال حريق غابات في بنتيلي، بالقرب من أثينا، اليونان، 12 أغسطس، 2024 (رويترز)
وأوضح فاسيليس فاثراكويانيس المتحدث باسم فرق الإطفاء في مؤتمر صحافي أن “قوات الحماية المدنية خاضت معركة طوال الليل، وعلى الرغم من الجهود الجبارة لا تزال رقعة الحريق تتسع بسرعة كبيرة ويتجه نحو بينتيلي” على مسافة 15 كيلومترا شمال شرق العاصمة.
وتم إخلاء ما لا يقل عن خمس بلدات صباح الإثنين فضلا عن مستشفيين أحدهما للأطفال والآخر عسكري في بنتيلي.
كارثة تاريخية
فتحت السلطات ملعب أواكا الأولمبي في شمال أثينا لاستقبال آلاف الأشخاص.
وأُصيب عنصر إطفاء بحروق خطيرة فيما نقل آخر الى المستشفى بسبب مشاكل في جهاز التنفس وفقا للمتحدث باسم فرق الاطفاء.
وأدى الحريق ليل الأحد الإثنين إلى إخلاء ثماني قرى ومدينة ماراثون التاريخية على مسافة 40 كيلومترا شمال شرق أثينا والتي تُعِد أكثر من سبعة آلاف نسمة، نقلوا إلى مدينة نيا ماكري الساحلية.
وقال رئيس بلدية ماراثون ستيريوس تسيركاس “نواجه كارثة تاريخية. بلديتنا بكاملها عرضة للنيران وتعيش أوقاتا صعبة”.
أشخاص يقفون على سطح مبنى بينما يتصاعد الدخان من حريق الغابات بالقرب من أثينا، اليونان، 12 أغسطس، 2024 (رويترز)
وأفادت شبكة “إي آر تي” بأن الحريق بات يمتد على أكثر من 30 كيلومترا وألسنة النيران يبلغ ارتفاعها احيانا أكثر من 25 مترا.
وأفاد وزير الدفاع المدني فاسيليس كيكيلياس بأنه تم نشر 670 عنصر إطفاء و183 آلية فيما تُحلّق 32 طائرة فوق المنطقة.
وقال عنصر الإطفاء مارينوس بيريستيروبولوس في غراماتيكو لوكالة فرانس برس “نعمل على مدار الساعة”.
انتشر الحريق بسرعة كبيرة بسبب الرياح القوية”.
ومع وصول الدخان إلى العاصمة اليونانية، نبّه اتحاد أطباء الرئة إلى ضرورة تجنب ممارسة الرياضة في الهواء الطلق وتخفيف الحوامل والأشخاص الضعفاء من رحلاتهم في الهواء الطلق.
وقطع رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس عطلته وعاد إلى أثينا مساء الأحد للتعامل مع الأزمة.
امرأة تتفاعل مع حريق غابات يحترق في فريليسيا، بالقرب من أثينا، اليونان، 12 أغسطس، 2024 (رويترز)
احتراق حقول زيتون
تفيد الأرصاد الجوية عن ظروف جوية قصوى ستستمر طوال الأسبوع.
وحذّر وزير الدفاع المدني السبت من أن نصف البلاد تواجه مخاطر كبيرة باندلاع حرائق حتى 15 آب/أغسطس على أقل تقدير بسبب درجات الحرارة المرتفعة والرياح القوية والجفاف.
واليونان عرضة لحرائق غابات هذا الصيف ولا سيما بعد فصل شتاء اتسم بدرجة عالية من الجفاف. وكان شهرا حزيران/يونيو وتموز/يوليو الأشد حرا منذ بدء جمع البيانات عام 1960.
متطوعون يحاولون إخماد جيوب صغيرة من النار في مصنع رخامي تالف، 12 أغسطس، 2024 (رويترز)
وأعرب يورغوس تسيفاس (48 عاما) المتحدر من قرية بوليدندري التي يعني اسمها باليونانية “أشجار كثيرة” والقريبة من الحريق عن إحباطه الأحد وقال “كل شيء يحترق، كان لدي مئتا شجرة زيتون، تبخرت كلها”.
وكان مدير الأبحاث في مرصد أثينا كوستاس لاغوفاردوس أعلن الأحد عبر شبكة “إي آر تي نيوز” أن الاستجابة للحرائق يجب أن تكون سريعة وإلا ستخرج عن السيطرة نظرا إلى الظروف الجوية الحالية.
يحذّر العلماء من أن الانبعاثات الناجمة من الوقود الأحفوري تطيل أمد موجات الحرّ وتزيد تواترها وشدّتها حول العالم.
وتسجل مناطق أخرى من أوروبا أيضا درجات حرارة مرتفعة.
رجل يحاول إخماد حريق أحرق منزلاً مع اشتعال حريق غابات في نيا بنتيلي، اليونان، 12 أغسطس، 2024 (رويترز)