“رحلة الموت”: كيف تسببت كارثة طائرة جيجو في أسوأ حادث جوي بكوريا الجنوبية؟ - المساء الاخباري

كارثة جوية تهز كوريا الجنوبية.. تحطم طائرة جيجو إير يودي بحياة عشرات الأشخاص

قالت وكالة الإطفاء الوطنية في كوريا الجنوبية إن 167 شخصا على الأقل قتلوا عندما هبطت طائرة تابعة لشركة جيجو إير على بطنها وانحرفت عن المدرج وانفجرت كرة من النار بعد ارتطامها بجدار في مطار موان الدولي.

وأوضحت وزارة النقل في كوريا الجنوبية إن طائرة الخطوط الجوية جيجو الرحلة 7C2216 القادمة من العاصمة التايلاندية بانكوك وعلى متنها 175 راكبا وستة من أفراد الطاقم كانت تحاول الهبوط بعد الساعة التاسعة صباحا بقليل (0000 بتوقيت جرينتش) في المطار بجنوب البلاد.

وتم إنقاذ شخصين من أفراد الطاقم، وأشار المسؤولون إلى أنه من المفترض أن الباقين قد لقوا حتفهم.

وهذا هو أخطر حادث جوي على الإطلاق على الأراضي الكورية الجنوبية ، والأسوأ الذي يتعلق بشركة طيران كورية جنوبية منذ ما يقرب من ثلاثة عقود، وفقا لبيانات الوزارة.

وظهرت الطائرة ذات المحركين من طراز بوينج 737-800 في مقطع فيديو بثته وسائل الإعلام المحلية وهي تنزلق على المدرج دون وجود أي عجلات هبوط واضحة قبل أن تصطدم بجدار وتشتعل النيران في أجزاء من الطائرة. وأظهرت صور أخرى الدخان والنيران تلتهم أجزاء من الطائرة.

يحمل رجال الإطفاء جثة أحد الركاب من بين حطام طائرة تحطمت بعد انحرافها عن المدرج في مطار موان الدولي في موان بكوريا الجنوبية، 29 ديسمبر 2024. رويترز

وقال لي جونج هيون رئيس إدارة الإطفاء في موان في إفادة صحفية إن اثنين من أفراد الطاقم، رجل وامرأة، تم إنقاذهما من ذيل الطائرة المشتعلة. وأضاف أن الحريق تم إخماده بحلول الساعة الواحدة ظهرا.

وقال “إن جزء الذيل فقط هو الذي احتفظ بقليل من شكله، أما بقية (الطائرة) فيبدو من المستحيل تقريبا التعرف عليها”.

وأضاف لي أن السلطات تحولت من عمليات الإنقاذ إلى عمليات الانتشال، ونظرا لقوة الاصطدام، فإنهم يبحثون في المناطق القريبة عن جثث ربما ألقيت من الطائرة.

وقال رئيس المركز الصحي العام المحلي إن اثنين من أفراد الطاقم يتلقون العلاج في المستشفيات من إصابات تتراوح بين المتوسطة والخطيرة.

“كلماتي الاخيرة”

بعد ساعات من وقوع الحادث، تجمع أفراد الأسرة في منطقة الوصول بالمطار، وكان بعضهم يبكي ويحتضن بعضهم البعض بينما كان متطوعو الصليب الأحمر يوزعون البطانيات.

وصرخت العائلات وبكت بصوت عال عندما أعلن أحد الأطباء أسماء 22 ضحية تم التعرف عليهم من خلال بصمات أصابعهم، وتم توزيع أوراق على العائلات لتسجيل بيانات الاتصال الخاصة بهم.

أقارب ركاب الطائرة التي تحطمت بعد خروجها عن المدرج، يتجمعون في مطار موان الدولي، في موان، كوريا الجنوبية، 29 ديسمبر 2024. رويترز

ووقف أحد أقارب الضحية أمام الميكروفون ليطلب مزيدًا من المعلومات من السلطات. وقال: “لقد توفي أخي الأكبر ولا أعرف ماذا يحدث. لا أعرف”.

وطلب آخر من الصحافيين عدم التصوير، وقال: “نحن لسنا قردة في حديقة حيوانات، نحن عائلات الضحايا”.

واصطفت سيارات المشرحة خارج المبنى لنقل الجثث، وقالت السلطات إنه تم إنشاء مشرحة مؤقتة.

وقال شهود عيان إن موقع التحطم كان مليئا برائحة وقود الطائرات والدماء، وكان عمال يرتدون بدلات واقية وأقنعة يمشطون المنطقة بينما كان الجنود يبحثون بين الشجيرات.

ينبعث دخان أسود من طائرة الخطوط الجوية جيجو رقم 7C2216 أثناء انحرافها عن المدرج بعد اصطدامها إثر هبوطها في مطار موان الدولي. رويترز

وقال مسؤول بالمطار بعد وقت قصير من وقوع الحادث إن السلطات عملت على إنقاذ الأشخاص في قسم ذيل الطائرة.

وبحسب بيانات وزارة النقل، فإن هذا الحادث هو الأسوأ لشركة طيران كورية جنوبية منذ حادث تحطم طائرة كورية في غوام عام 1997 والذي أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص. وكان أسوأ حادث تحطم طائرة على الأراضي الكورية الجنوبية هو تحطم طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الصينية والذي أسفر عن مقتل 129 شخصا.

وقال لي إن المحققين يبحثون في احتمالات اصطدام الطيور وظروف الطقس. ونقلت يونهاب عن سلطات المطار قولها إن اصطدام طائر ربما تسبب في عطل في عجلات الهبوط.

وقال مسؤول بوزارة النقل إن برج المراقبة أصدر تحذيرا من اصطدام الطائرة بالطيور وبعد وقت قصير أعلن الطيارون الاستغاثة، دون تحديد ما إذا كانت الرحلة قالت إنها اصطدمت بأي طيور.

وقال المسؤول إنه بعد وقت قصير من إطلاق نداء الاستغاثة، قامت الطائرة بمحاولة هبوط فاشلة.

وذكرت وكالة “نيوز1” أن أحد الركاب أرسل رسالة نصية إلى أحد أقاربه ليخبره أن طائرا عالقا في الجناح. وكانت الرسالة الأخيرة التي بعث بها ذلك الشخص: “هل يجب أن أقول كلماتي الأخيرة؟”.

ومن بين الركاب مواطنان تايلانديان، ويعتقد أن الباقين من كوريا الجنوبية، بحسب وزارة النقل.

وقالت وزارة النقل إن الطائرة من طراز بوينج 737-800 التي تشغلها شركة جيجو للطيران تم تصنيعها في عام 2009.

اعتذر الرئيس التنفيذي لشركة جيجو إير، كيم إي باي، عن الحادث، وانحنى بعمق خلال إفادة تلفزيونية.

وقال إن سبب الحادث لا يزال مجهولا، وأن الطائرة لم تسجل أي حوادث ولم تظهر أي علامات مبكرة على وجود عطل. وأضاف كيم أن شركة الطيران ستتعاون مع المحققين وستجعل دعم الضحايا على رأس أولوياتها.

حطام طائرة على الأرض بعد خروجها عن المدرج وتحطمها في مطار موان الدولي في موان، 29 ديسمبر 2024. رويترز

وقال كيراتي كيجماناوات، رئيس مطارات تايلاند، إنه لم يتم الإبلاغ عن أي ظروف غير طبيعية عندما غادرت الطائرة مطار سوفارنابومي في بانكوك.

وهي أول رحلة مميتة لشركة طيران جيجو، وهي شركة طيران منخفضة التكلفة تأسست في عام 2005 وتحتل المرتبة الثانية بعد الخطوط الجوية الكورية والخطوط الجوية الآسيوية من حيث عدد الركاب في كوريا الجنوبية.

وقعت الحادثة بعد ثلاثة أسابيع فقط من بدء رحلاتها المنتظمة من موان إلى بانكوك ومدن آسيوية أخرى في 8 ديسمبر.

ويعد مطار موين الدولي أحد أصغر المطارات في كوريا الجنوبية، لكن عدد المسافرين الدوليين قفز بنحو 20 مرة إلى 310702 مسافر من يناير إلى نوفمبر هذا العام، مقارنة بنفس الفترة في عام 2022، وفقا لبيانات حكومية.

وقالت شركة بوينج في بيان عبر البريد الإلكتروني: “نحن على اتصال بشركة جيجو إير فيما يتعلق بالرحلة 2216 ونحن على استعداد لدعمهم. نعرب عن خالص تعازينا للأسر التي فقدت أحباءها، وتظل أفكارنا مع الركاب وأفراد الطاقم”.

عامل إنقاذ يسير أمام حطام طائرة تحطمت بعد خروجها عن المدرج في مطار موان الدولي في موان، 29 ديسمبر 2024. رويترز

وذكرت وكالة يونهاب للأنباء أن جميع الرحلات الداخلية والدولية في مطار موان ألغيت.

ووصل الرئيس الكوري الجنوبي بالوكالة تشوي سانج موك، الذي تم تعيينه زعيما مؤقتا للبلاد يوم الجمعة في ظل أزمة سياسية مستمرة، إلى مكان الحادث وقال إن الحكومة تبذل كل مواردها للتعامل مع الحادث.

وقال المتحدث باسم الحكومة التايلاندية جيرايو هونغسوب إن امرأتين تايلانديتين كانتا على متن الطائرة، تبلغان من العمر 22 و45 عاما، مضيفا أن التفاصيل لا تزال قيد التحقق.

وأعربت رئيسة الوزراء التايلاندية بايتونجتارن شيناواترا عن تعازيها لأسر القتلى والمصابين في منشور على موقع X، قائلة إنها أصدرت تعليمات لوزارة الخارجية بتقديم المساعدة.

وقالت الوزارة في بيان إنها على اتصال بالسلطات الكورية الجنوبية.