موقع بوابة المساء الاخباري

الحق في الحج.. كيف تحرم الصين مسلمي الإيغور من الفريضة الخامسة؟ - المساء الاخباري

ننشر لكم من خلال موقعكم " المساء الاخباري"

“ليس فقط الحج”.. الصين تمنع مسلمي الإيغور من أداء فرائضهم

“شينجيانغ مكان جيد ” تحت هذا العنوان أطلقت الحكومة الصينية مجموعة من الفعاليات في عدد من الدول العربية الإسلامية، تحديداً قبل بدء موسم الحج بأيام قليلة ، واعتمدت الصين من خلال هذه الاحتفالات التي استعانت فيها بـ 30 مواطن إيغوري ، أن تعكس مدى تسامحها تجاه تلك الأقلية المسلمة واحترام الديانات والثقافات المختلفة .

ولكن هذه الصورة في الحقيقة ليست ناصعة البياض كما تروج بكين لها، ففي الوقت الذي تدعي فيه احترامها للأقليات المسلمة، منعتهم من أداء مناسك الحج والذهاب للأراضي المقدسة من الأساس .

في أغسطس 2016 ، تحديداً في الرابع عشر من الشهر نفسه، وصلت أخر طائرة إلى المملكة العربية السعودية وعلى متنها 342 إيغورياً لأداء مناسك الحج ومنذ ذلك الوقت لم تشهد المملكة العربية السعودية دخول مسلمي الإيغور مرة أخرى.

الجمعية الإسلامية الصينية نشرت على موقعها الإلكتروني، بيانات الحجاج الصينيين الذين سافروا للمملكة لأداء مناسك الحج العام الجاري وكانت كالتالي: في 15 مايو بالتوقيت المحلي للمملكة السعودية، وصلت دفعة مكونة من 1053 حاجًا صينيا، بما في ذلك 769 من مقاطعة قانسو و 284 من مقاطعة يوننان، بأمان وسلاسة إلى مطار المدينة المنورة الدولي السعودي على ثلاث رحلات مستأجرة. دون أن يتم ذكر استقبال أي مسلمين من مقاطعة شينجيانغ ذاتية الحكم للإيغور.

معسكرات اعتقال

وفي هذا الإطار، أشار الناشط الإيغوري دولكن عيسى، رئيس المؤتمر العالمى للإيغور ورئيس مشروع حقوق الإنسان الإيغوري، إلى أن مسلمي الإيغور الذين تمكنوا من أداء فريضة الحج هذا العام كانوا قادمين للمملكة العربية السعودية من بلاد المنفى في أوروبا وتركيا، وبعض البلدان الأخرى باستثناء الصين التي سافر منها عدد كبير من “مسلمون صينيون من عرق الهُوي”.

وأضاف في تصريحاتٍ خاصة لـ “أخبار الآن“: نتابع الأمر عن كثب وسافرت إلى السعودية من أجل ذلك ولكن هذا دليل على أن ممارسات الحكومة ضد مسلمي الإيغور لم ولن نتنهى.

ويفسر عيسى السبب وراء منع مسلمي الإيغور من السفر لأداء مناسك الحج قائلاً : توسعت الحكومة في إنشاء معسكرات الاعتقال خلال عامي 2016 و 2017 وهي المرة الأخيرة التي تمكن فيها الإيغور من السفر في موسم الحج، وأودعت قرابة 3 ملايين مسلم إيغوري داخل تلك المعسكرات وتحفظت على جوازات السفر الخاصة بهم.

وتابع: “وسخرت في سبيل ذلك القوانين والتشريعات لتتمكن من تنفيذ جرائمها فنجد مثلا قانون مكافحة الإرهاب الذي تم تطبيقه في الأول من يناير 2016 وهو يستهدف في حقيقة الأمر مسلمي الإيغور ، ولم يتم منعنا فقط من السفر للحج ولكن أيضا ممنوع على أي مسلم إيغوري من الصيام ، الصلاة، الحجاب، قول تحية الإسلام “السلام عليكم ” وأي مظهر يدل على ممارسات إسلامية”.

وأكد عيسى على أن الاحتفالات التي تنظمها الصين في عدد من البلدان العربية هي مجرد ستار لحقيقة بطشها بكل من يخالفها الرأي أو يتبنى عقيدة وفكر مخالف، مثلما فعلت مؤخرًا قبل انطلاق موسم الحج مباشرة واستعانتها بأشخاص من تركستان الشرقية بحجة احترام حرية الرأي والتعبير وهذا عكس تماما الموجود على أرض الواقع والدليل على ذلك ما يحدث مع الإيغور فلا توجد حرية دينية معهم.

إبادة جماعية

وأوضح عيسى أن الصين تسعى لتحسين صورتها العالمية بعدما تمكنت العديد من وسائل الإعلام من فضح ممارساتها وجرائمها تجاه الأقليات المسلمة، قائلا : اعترفت عشرات البرلمانات الوطنية حول العالم بالإبادة الجماعية التي يتعرض لها مسلمي الإيغور ، ولدينا وثائق مؤكدة تشير لهذه الجرائم لذا وأمام هذا الوضع تحاول الحكومة الصينية استخدام كل إمكاناتها الدبلوماسية والاقتصادية لتبييض وجهها.

وتابع: الصين تقضي على هوية المسلمين وثقافتهم ولغتهم وهذا أمر غير مقبول، فسياسة الحكومة الصينية ضد الإيغور طويلة المدى ولم تتغير أبداً منذ 1949، وأضاف : لا يقبل الحزب الشيوعي الصيني التنوع أبداً، فنحن مسلمون لنا حقوق متساوية ولكن للأسف اليوم خسرنا بسبب عقيدتنا فهناك ملايين الأطفال منفصلين عن أسرهم لذلك ينبغي على المجتمع الدولي وخاصة الدول الإسلامية الا تصدق هذه البروباجندا .

دعوة لإدانة التصرفات الشنيعة

أيضًا، تواصلت “أخبار الآن” مع وزير خارجية حكومة تركستان الشرقية، صالح خضير والذي أكد أن: “الصين تواصل منع الإيغور وغيرهم من المسلمين الأتراك من تركستان الشرقية من المشاركة في فريضة الحج”.

وتابع: “منذ عام 2016 تقريبًا، لم يتمكن مسلمو تركستان الشرقية من أداء فريضة الحج”، مشيرًا إلى نقطة كان طرحها أيضًا عيسى في معرض حديثه: “هذه الممارسات التمييزية تعكس حملة بكين الواسعة لقمع الإيغور وثقافتهم وممارساتهم الدينية ومن ثم هويتهم”.

ودعا خضير المجتمع الدولي وتحديدًا منظمة التعاون الإسلامي والدول الأعضاء فيها، إلى الوقوف مع مسلمي تركستان الشرقية، وإدانة هذه التصرفات الشنيعة التي تقوم بها الحكومة الصينية”.

القضاء على الهوية الإسلامية

ومن ناحيته قال الناشط الإيغوري طاهر أمين لـ “أخبار الآن”، إن: “الحكومة الصينية تمنع مسلمي الإيغور من أداء فريضة الحج لسنوات”.

وأشار – ردًا على الهدف منذ لك – إلى أن: “الهدف من التصرفات الصينية هو القضاء على الهوية الإسلامية للإيغور، وتأثرهم بالهوية الشيوعية”. وفي هذا الصدد، شددّا: “يتعين على الدول الإسلامية أن تدوّن الملاحظات وتدرك أن الصين تكذب بشأن الحرية الدينية بها”.

محو ثقافة الإيغور

وفي يونيو الماضي، غيرت الصين أسماء مئات القرى في منطقة شينجيانغ في خطوة تهدف إلى محو ثقافة الإيغور بحسب منظمة هيومن رايتس ووتش.

ووفقاً لتقرير صادر عن المجموعة، تم استبدال أسماء مئات القرى التي تتعلق بدين أو تاريخ أو ثقافة الإيغور بين عامي 2009 و 2023 في شينجيانغ.

واختفت كلمات مثل “سلطان” و”مزار” من أسماء الأماكن، لتحل محلها مصطلحات مثل “الوئام” و”السعادة” وفقاً للبحث الذي يستند إلى بيانات منشورة في الصين.

وفي السنوات الأخيرة، قامت السلطات الصينية “بتغييرات” جذرية للمجتمع في شينجانغ في محاولة منها لتغيير وطمس سكان الأقلية الإيغورية إلى داخل الثقافة الصينية السائدة.

قام باحثون من هيومن رايتش ووتش ومنظمة “إيغور هيلب” بدراسة أسماء القرى في شينجيانغ من الموقع الإلكتروني للمكتب الوطني للإحصاء الصيني على مدار 14 عاماً، ووجدوا أن أسماء 3600 قرية من أصل 25  ألف قرية في شينجيانغ قد تم تغيير اسمها خلال هذا الوقت.

وقالت هيومن رايتس ووتش إنه في حين أن غالبية هذه التغييرات في الأسماء تبدو “عادية” إلا أن حوالي الخُمس أو 630 تغييراً منها يزيل الإشارات إلى دين الإيغور أو ثقافتهم أو تاريخهم.

الزج بامرأة من الإيغور في السجن

وفي يونيو أيضًا، حُكم على امرأة من الإيغور بالسجن لمدة 14 عامًا أخرى بتهمة “محاولتها تقسيم الصين” من خلال تعليم القرآن للمراهقين بحسب ما قالت السلطات الصينية، وذلك بعد فترة وجيزة من إكمال عقوبة السجن لمدة 10 سنوات.

وكانت هيرينيسا محمد، في منتصف الأربعينيات من عمرها، قد حُكم عليها سابقًا خلال حملة قمع في عام 2014 بعد “هجوم إرهابي” في شينجيانغ ألقت السلطات الصينية باللوم فيه على الإيغور.

وفي غضون أيام من إطلاق سراحها، حُكم عليها مرة أخرى في 11 يونيو/حزيران بسبب أنشطة تعود إلى عام 2014 – حيث قدمت تعليمًا دينيًا للشباب بناءً على طلب جيرانها – حسبما قال مدير أمني في قرية زولكوم في ولاية كاشغر، وأصر على عدم الكشف عن هويته خوفًا، من الانتقام.

وقال: “جريمتها كانت تدريس محتوى ديني للأطفال.. لم تكن تغير أيديولوجية هؤلاء الأطفال، بل كانت تعلمهم فقط المحتوى الديني”.

في السنوات الأخيرة، عاقبت السلطات الصينية أعدادًا كبيرة من الإيغور في شينجيانغ بسبب أنشطة دينية، بما في ذلك تعليم القرآن للأطفال، وفقًا لوثائق الحكومة الصينية المسربة، والبيانات التي جمعتها جماعات حقوق الإيغور، وروايات معتقلين سابقين من “إعادة التعليم” المعسكرات.

أخبار متعلقة :