بوابة المساء الإخباري

خطة جديدة في الأمريكيتين بشأن تعزيز إنتاج أشباه الموصلات - المساء الاخباري

ننشر لكم من خلال موقعكم " المساء الاخباري"

تعزيز إنتاج أشباه الموصلات يمكن أن يفيد في مجالات متنوعة

كشف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن خطة جديدة على مستوى القارتين الأمريكيتين لتعزيز إنتاج أشباه الموصلات التي تدخل في الصناعات الالكترونية الحديثة والمتطورة.

وقال بلينكن في افتتاح اجتماع وزاري مع نظرائه من 11 دولة من القارتين الأمريكيتين الشمالية والجنوبية “ستعمل هذه المبادرة على تعزيز قدرة الدول على تجميع واختبار وتعبئة أشباه الموصلات، بدءا من المكسيك وبنما وكوستاريكا”.

وأضاف بلينكن أن الأمريكيتين يجب أن تلعبا دورا أكبر في سلسلة التوريد العالمية لأشباه الموصلات التي تدخل هذه الأيام في صناعة كل شيء من الهواتف المحمولة إلى الثلاجات إلى أنظمة الأسلحة.

كما دعا إلى المزيد من الاستثمار في دول الأمريكيتين لتعزيز تحول الطاقة بعيدا عن الوقود الأحفوري، مشيرا إلى أن الهدف المعلن سابقا للدول الـ12 في هذا الاجتماع هو تخصيص 3 مليارات دولار للاستثمار في البنية التحتية.

وينعقد الاجتماع الوزاري في إطار منتدى الشراكة الأمريكية من أجل الرخاء الاقتصادي، وهو برنامج أطلقه الرئيس جو بايدن قبل عامين.

ومن المقرر عقد القمة القادمة لهذا المنتدى العام المقبل في كوستاريكا.

وتريد الولايات المتحدة العمل مع دول المنطقة لتنويع سلاسل توريد أشباه الموصلات من أجل تقليل اعتماد العالم على الصين في هذه التكنولوجيا.

استعادة الصدارة في أشباه الموصلات

في مارس من العام الماضي جدد الرئيس الأمريكي جو بايدن تأكيده أن إدارته تعمل على استعادة الصدارة في صناعة أشباه الموصلات عالميا، بعد تحذير واشنطن من أن فقدانها لريادة تصنيع هذه الرقائق يُعد “ثغرة أمن قومي”.

ومثل الغزو الروسي لأوكرانيا والتوتر في شرق آسيا مدخلا لأزمة كبيرة في ما يُعرف بأشباه المُوصلات أو الرقائق الإلكترونية التي يحتاجها العالم في كثير من الصناعات الأساسية.

وقال بايدن حينذاك إن “الولايات المتحدة هي من اخترعت الرقائق الإلكترونية، نحن من اخترعناها بفضل برنامجنا للفضاء.. على مدى 30 عامًا كانت أمريكا تصنّع 40% من إجمالي إنتاج الرقائق العالمي، ثم حدث شيء ما وأصبح العمود الفقري لاقتصادنا أجوف”.

وتابع بايدن “وبدل انتقال المنتجات، بدأت الشركات والوظائف هي من تنتقل إلى خارج الحدود.. وكنتيجة لذلك، نحن اليوم نصنع نحو 10% فقط من الإنتاج العالمي للرقائق الإلكترونية، على الرغم من ريادتنا في البحث والتصميم وتكنولوجيا الرقائق الجديدة”.

ويبلغ حجم سوق الرقائق العالمية نحو 430 مليار دولار، وتستهلك الصين نحو 60% من الإنتاج العالمي لأشباه الموصلات، بينما تهيمن تايوان على نحو 60% من إجمالي التصنيع العالمي لتلك الرقائق.

وتصنف شركة “تايوان لتصنيع أشباه الموصلات” (TSMC) الكبرى عالميا بقيمة سوقية تتجاوز 600 مليار دولار.

وتستورد الولايات المتحدة من تايوان 90% من استهلاكها من تلك الرقائق، وهو ما يعد وفق وزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو “ثغرة أمن قومي”.

شراكة أمريكية فيتنامية

في سبتمبر الماضي وقعت الولايات المتحدة وفيتنام شراكة واسعة في مجال أشباه الموصلات، بحسب بيان صدر على هامش زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لهذا البلد.

وأورد البيان أن الهدف هو “تطوير” قدرات فيتنام على هذا الصعيد “لصالح الصناعة الأمريكية”، مشيداً بـ”قدرة (هذا البلد في جنوب شرق آسيا) على أداء دور أساسي في تأمين سلاسل توريد متينة لأشباه الموصلات”.

وأعلن أنه أبرم “شراكة استراتيجية واسعة” خلال اجتماعه مع زعيم الحزب الشيوعي الحاكم نغوين فو ترونغ.

وحتى الآن، لم تبرم فيتنام مثل هذه الشراكة التي تمثل أعلى درجة من التقارب الدبلوماسي تقيمها، إلا مع روسيا والهند وكوريا الجنوبية والصين.

وأعلن بايدن آنذاك “نعمل على تعميق تعاوننا في مجال التقنيات الناشئة الرئيسية، وخصوصا في ما يتعلق بالتاسيس لسلسلة توريد أكثر مقاومة لأشباه الموصلات”.

ما هي أشباه الموصلات؟.. ولماذا هي مهمة؟

أشباه الموصلات هي عبارة عن منتج يتكون عادة من السيليكون، وبحسب الخبراء توصل الرقائق الإلكترونية الكهرباء بشكل أكثر من العازل (insulator)، على سبيل المثال الزجاج، ولكن بشكل أقل من الموصل النقي (Pure conductor)، مثل النحاس أو الألومنيوم.

ويمكن تغيير خصائصها عن طريق إدخال بعض الشوائب، تسمى “المنشطات” (doping)، لتلبية الاحتياجات المحددة للمكون الإلكتروني الذي من المفترض استخدامها له.

وبالإمكان العثور على أشباه الموصلات في آلاف المنتجات مثل أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية والأجهزة المنزلية وأجهزة الألعاب والمعدات الطبية.

ولدى أجهزة أشباه الموصلات مجموعة من الخصائص المفيدة، مثل “مقاومة الكهرباء” بشكل متغير، وتمرير التيار بسهولة أكبر في اتجاه واحد أكثر من الآخر، والتفاعل مع الضوء والحرارة. وتشمل وظيفتها الفعلية تضخيم الإشارات الكهربائية، والتبديل، وتحويل الطاقة.

ولذلك، فهي تجد طلبا واسع النطاق في جميع الصناعات تقريبًا، وتعتبر الشركات التي تصنعها وتختبرها مؤشرات ممتازة على صحة الاقتصاد العام.

استخدامات أشباه الموصلات

“الذاكرة” – “Memory”: تعمل شرائح الذاكرة كمخازن مؤقتة للبيانات وتمرر المعلومات من وإلى أجهزة الكمبيوتر.

ومع انخفاض أسعار الذاكرة بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، انخفض عدد الشركات المافسة في هذا الإطار لتصبح معدودة مثل “توشيبا”، و”سامسونغ”، و”NEC”.

“المعالجات الدقيقة” – “Microprocessors”: هذه هي وحدات المعالجة المركزية التي تحتوي على المنطق الأساسي لأداء المهام.

وتهيمن شركة “إنتل” الأمريكية على قطاع المعالجات الدقيقة، مما أدى إلى تخارج أغلبية الشركات من السوق، باستثناء “AMD”، والتوجه إلى قطاعات أصغر أو قطاعات مختلفة تمامًا.

الرقائق القياسية- Commodity Integrated Circuit: يتم إنتاجها بكميات كبيرة لأغراض المعالجة “الروتينية”. ويقدم هذا القطاع، الذي تهيمن عليه شركات تصنيع الرقائق الآسيوية الكبيرة، هوامش ربح ضئيلة جدًا لا يمكن أن تتنافس عليها إلا أكبر الشركات.

الشرائح المعقدة: يدور “النظام الموجود على شريحة” بشكل أساسي حول إنشاء شريحة دائرة متكاملة حيث تمتلك قدرة نظام بأكمله. يدور السوق حول الطلب المتزايد على المنتجات الاستهلاكية التي تجمع بين الميزات الجديدة والأسعار المنخفضة. يعتبر هذا القطاع الوحيد المتبقي الذي يتمتع بفرصة كافية لجذب مجموعة واسعة من الشركات.

وحول أبرز القطاعات التي تعتمد على الرقائق الإلكترونية فإنها تشمل (الحوسبة، الاتصالات، الأجهزة المنزلية، لخدمات المصرفية، الأمن السيبراني، الرعاية الصحية، النقل، التصنيع).

أخبار متعلقة :