موقع بوابة المساء الاخباري

بعد انسحاب بايدن.. هل تكون كامالا هاريس خيار الديمقراطيين لمواجهة ترامب؟ - المساء الاخباري

ننشر لكم من خلال موقعكم " المساء الاخباري"

بايدن أمضى أكثر من ثلاثة أسابيع في مقاومة الدعوات للانسحاب من السباق الرئاسي

بعد أسابيع من الضغوط لإعادة النظر في حملته لإعادة انتخابه، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن انسحابه من الترشح للسباق الرئاسي لعام 2024، وذلك قبل أقل من أربعة أشهر على إجراء الانتخابات، وبعد فترة من الشكوك التي أحاطت بوضعه الجسدي والذهني.

وقد أدت زلاته في قمة حلف شمال الأطلسي – استحضار اسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتن عندما كان يقصد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ووصف هاريس بأنها “نائبة الرئيس ترامب”  إلى تأجيج القلق.

وتترك الخطوة التاريخية التي اتخذها بايدن – وهو أول رئيس في السلطة يتخلى عن ترشيح حزبه لإعادة انتخابه منذ الرئيس ليندون جونسون خلال حرب فيتنام في مارس/آذار 1968 – خلفه مع أقل من أربعة أشهر لشن حملة.

وقال بايدن الديموقراطي البالغ من العمر 81 عاما في بيان نشره على منصة إكس بينما يتعافى من وباء كوفيد في منزله بديلاوير، “لقد كان أعظم شرف في حياتي أن أخدمكم كرئيس”.

وأضاف “أعتقد أنه من مصلحة حزبي وبلدي أن انسحب وأن أركز فقط على مهامي كرئيس إلى حين انتهاء ولايتي”.

وأوضح بايدن أنه “سيتحدث إلى الأمة في وقت لاحق من هذا الأسبوع بمزيد من التفاصيل حول قراره”.

ويغرق قرار بايدن الحزب الديموقراطي في حالة من الفوضى، إذ يتعين عليه العثور على مرشح جديد لانتخابات تشرين الثاني/نوفمبر، حيث، يؤكد الكاتب والباحث السياسي مبارك آل عاتي أن خطوة انسحاب بايدن رغم أنها جاءت متأخرة من الحزب الديمقراطي لكنها كانت واقعية جدا.

وأضاف آل عاتي في حديثه مع “أخبار الآن” أن عقلاء الحزب الديمقراطي تعاملوا مع الواقع غير المقنع الذي ظهر عليه الرئيس بايدن، ليس في المناظرة الأولى فقط بل من خلال كثير من الخطوات التي كانت تلاحظ حتى للعامة وليس فقط للمقربين للحزب.

وتابع: أن كثيرا ممن يراقبون خطوات الرئيس بايدن كانوا يدركون بالفعل أن كبر السن كان واضحا في تصريحاته وفي حضوره ليس الإعلامي فقط، بل والسياسي كذلك، أمام بعض الرؤساء، وبالتالي فهي خطوة واقعية وفقا للباحث السياسي مبارك آل عاتي الذي جدد التأكيد على أن مجيئها متأخرا ربما يضر بخيارات الحزب الديمقراطي.

لكنه استدرك قائلا: “لكن ما زال هناك وقت متسع من الوقت يستطيع من خلاله الحزب الديمقراطي أن يلم بأوراقه ويجمع صفوفه من جديد، ويشكل دعاية سياسية كبيرة جدا، وهو أكثر ما يحتاج الحزب في هذه المرحلة، حيث يرى آل عاتي أنه يحتاج إلى حملة سياسية كبيرة وناجحة لصالح ترميم أوضاع الحزب الديمقراطي وخلق شخصية سياسية كبيرة تستطيع أن تمثل مظلة لأنصار الحزب وتستطيع مقارعة المرشح الجمهوري دونالد ترامب.

وانسحب بايدن بعد أسابيع من الضغوط التي بدأت بأداء كارثي في المناظرة الرئاسية أثار مخاوف بشأن صحته.

هذه الخطوة تجعل بايدن أول رئيس في تاريخ الولايات المتحدة ينسحب في وقت متأخر جدا من السباق الانتخابي، وأول رئيس ينسحب بسبب مخاوف بشأن صحته العقلية.

وأمضى بايدن أكثر من ثلاثة أسابيع في مقاومة الدعوات للانسحاب من السباق الرئاسي في أعقاب صدمة مناظرة 27 حزيران/يونيو.

تسلسل زمني لانتخابات الرئاسة الأمريكية

لكن ما هي الخيارات الحالية أمام الحزب الديمقراطي بعد انسحاب بايدن؟، يقول الباحث السياسي مبارك آل عاتي في حديثه مع “أخبار الآن”، إن هناك نحو 6 مرشحين ربما يختار الحزب الديمقراطي أحدهما ليكون ممثله في الانتخابات الرئاسية، مشيرا إلى ضرورة إعلان الحزب هذا المرشح الذي سيحل بديلا لبايدن في أقرب وقت، دون انتظار موعد انعقاد مؤتمر الحزب الديمقراطي في شهر أغسطس المقبل.

وشرح آل عاتي ضرورة هذه الخطوة حاليا، ليثبت بالفعل أنه على مستوى المسؤولية وأن خياراته متعددة وجاهزة وأن كل شخصية أو قيادية تستطيع أن تحل محل الرئيس بايدن.

وتطرق الباحث السياسي إلى بعض أسماء هؤلاء المرشحين، حيث يرى أن حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم، ربما يكون الأكثر حضورا في خيارات الحزب الديمقراطي، حتى أنه من وجهة نظر آل عاتي يتفوق حتى على نائبة الرئيس الحالية كامالا هاريس.

وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه يؤيد ترشيح الحزب الديموقراطي نائبته كامالا هاريس لانتخابات 2024 الرئاسية بعد انسحابه من السباق. وقال بايدن عبر منصة إكس “اليوم أريد أن أقدم دعمي وتأييدي الكاملين لكامالا لتكون مرشحة حزبنا هذا العام”.

ويعتقد آل عاتي أن هاريس لم تستطع أن تخط لنفسها شخصية سياسية، وإنما كانت على العكس شخصية متوارية عن شخصية الرئيس بايدن، لذلك ربما ميزتها الوحيدة أنها السيدة الأمريكية “الملونة” الوحيدة التي تمكنت من الوصول لمنصب نائب الرئيس.

وأشار الكاتب والباحث السياسي أنه وفقا لما سبق، فإن حاكم كاليفورنيا ربما يفوقها حتى في الحضور السياسي والإعلامي تحديدا، حيث تميز في هذا الجانب كثيرا، ويستطيع أن يتعامل بذكاء وحنكة مع وسائل الإعلام، لذا فإنه يمثل خيارا جيدا لكثير من أنصار الحزب الديمقراطي ليكون بديلا للرئيس الحالي.

البدلاء المحتملون لبايدن

جافين نيوسوم

عقب المناظرة بين بايدن وترامب، خرج حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم ليدعم الرئيس الحالي حيث رفض الدعوات المطالبة بخروجه من السباق. وفي مقابلة في شبكة “أم أس أن بي سي”، قال نيوسوم “لا يوجد حزب يدير ظهره لمرشحه بسبب أدائه في إحدى المواجهات”.

ويمتلك نيوسوم البالغ من العمر 56 عاما، خبرة جيدة في مجال الأعمال فيما شغل منصب عمدة مدينة سان فرانسيسكو قبل أن يتم انتخابه مرتين حاكما لكاليفورنيا التي تعد الولاية الأكثر سكانًا وثراء في الولايات المتحدة.

حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم

لكن خبرة نيوسوم السياسية قد تكون نقطة ضعف قد تستغلها حملة ترامب إذ يتعرض لانتقادات بسبب انتشار ظاهرة التشرد والسرقة في ولاية سان فرانسيسكو.

كامالا هاريس

هي نائبة الرئيس بايدن، وتأتي من بين الأسماء الأكثر طرحاً لخوض المنافسة الانتخابية عن الحزب، وذلك رغم الانتقادات التي تتعرض لها لجهة مدى قيامها بدورها المنوط به في الفترات الأخيرة، فضلاً عن معدلات التأييد الأضعف نسبياً في استطلاعات الرأي، وبالتالي ستواجه صعوبات في المنافسة مع شخصية عنيدة مثل ترامب.

نائبة الرئيس بايدن كامالا هاريس

جي بي بريتزكر

يأتي حاكم ولاية إلينوي، صاحب الـ  59 عاماً ضمن قائمة المرشحين لخلافة بايدن، ممن تُطرح أسماؤهم من جانب وسائل الإعلام بخصوص الخيارات الممكنة، لا سيما في ضوء موقفه المرتبط بتقنين الحق في الإجهاض في إلينوي وإعلانها “دولة ملاذ” للنساء اللاتي يسعين إلى الإجهاض، فضلاً عن دوره في مجال السيطرة على الأسلحة وإضفاء الشرعية على الماريغوانا الترفيهية.

جي بي بريتزكر حاكم ولاية إلينوي

غريتشن ويتمر

تعد حاكمة ميشيغان غريتشن ويتمير من أبرز السياسيين الديمقراطيين في الكونغرس حيث ساعدت في سن العديد من التشريعات التقدمية خلال فترة ولايتها الأولى بما فيها قوانين تتعلق بمنح إعفاءات ضريبية للأسر ذات الدخل المنخفض ودعم مجتمع الميم وفرض قيود على حمل السلاح.

وفي أعقاب المناظرة الأولى، نقلت مجلة “بوليتيكو” عن مصدر لم تسمه قوله إن ويتمر قالت إن بايدن لم يعد قادرا على الفوز بولاية  ميشيغان، بيد أنها نفت ذلك حيث أصدرت بيانا قالت فيه “أنا فخورة بدعم جو بايدن كمرشح لنا وأنا أدعمه بنسبة 100% في معركة هزيمة دونالد ترامب”.

حاكمة ميشيغان غريتشن ويتمير

جوش شابيرو

يحظى حاكم بنسلفانيا جوش شابيرو بدعم كبير داخل الولاية التي من المقرر أن تكون مسرحا لمعركة شرسة ضد ترامب في نوفمبر / تشرين الثاني المقبل.

وعقب المناظرة، أقر شابيرو بأن بايدن “لم يكن جيدا”، لكنه قال إن ترامب أثبت أنه سيكون “رئيسا سيئا”.

حاكم بنسلفانيا جوش شابيرو

كلما تأخر الوقت ضاقت الخيارات

وحول الأسباب التي دفعت بايدن لهذا الإعلان حاليا، يقول آل عاتي إن التوقيت كان عاملا أساسيا، حيث يدرك الحزب الديمقراطي أنه كلما تأخر الوقت كلما ضاقت الخيارات، مضيفا أنه كان واضحا للمراقبين من التسريبات التي جرت خلال الأسبوع الماضي أنه سيتنحى، وأن الأمر تم فرضه على الحزب لكي يتسنى له لملمة أوراقه وترميم ما أصابه جراء التصريحات التي أدلى بها بايدن، وإصراره وزوجته على أن يكون مرشحا في انتخابات نوفمبر المقبل.

لكن الواقع بحسب آل عاتي فرض نفسه وكذلك الخيارات التي بدأت تضيق أمام الحزب الديمقراطي مثلت صوتا جديدا كان ضاغطا على بايدن، ليسارع الآن لإعلان تنحيه، خصوصا بعدما تم رصد خطابات ترامب وحضوره الإعلامي.

يضيف المحلل السياسي أن محاولة اغتيال ترامب الفاشلة والتي استفاد منها المرشح الجمهوري كثيرا ورفعت من أسهمه، عجلت أيضا ربما لاتخاذ هذا القرار، لا سيما وأن الحزب الديمقراطي كان يدرك أنه سيخسر الانتخابات في حالة ما لو أجريت الانتخابات اليوم وكان بايدن هو مرشح الحزب.

ويؤكد آل عاتي أن ترامب استفاد ليس فقط من محاولة الاغتيال وحسب، وإنما من ضعف الرئيس بايدن، وهفواته المتكررة، وكذلك أخطاءه الكبيرة والفادحة، ومن ثم كان إعلان التنحي لمعالجة  الأوضاع المتردية التي وصل إليها الحزب حتى الآن.

وبينما يعيش الحزب الديمقراطي حالة أشبه بالتخبط، دفعت البعض ليتساءل إذا ما كان السباق قد حسم للجمهوريين، يقول الكاتب والباحث السياسي مبارك آل عاتي أن قوة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وحملته الانتخابية على المستوى السياسي والإعلامي، كشفت للحزب الديمقراطي أنه كان يعاني من الضياع السياسي، لذا تم حسم الأمر واتخاذا قرار حاسم بتنحي بايدن، وهو قرار يرى أنه وإن كان متأخرا فإنه يمثل عقلانية من عقلاء الحزب.

يضيف: “الأهم بالنسبة للديمقراطيين، أن القرار اتخذ، وبالتالي على الحزب أن يسارع لاتخاذ حملة سياسية وإعلامية كبيرة ليتسنى له اللحاق بحملة ترامب التي تسير بخطى ثابتة وثقة كبيرة، دفعتهم حتى إلى التعامل وكأنهم ضمنوا الفوز بالانتخابات المقبلة.

ويرى آل عاتي أن عملية استبدال بايدن حاليا توحي ربما بأن المنافسة قد تتجدد بين الحزبين، خصوصا أنه يتبقى نحو 4 أشهر، ولا يعلم أحد ماذا تحمل، وهي فترة سيسعى فيها الحزب الديمقراطي لإحداث تغيير في المسارات من أجل معالجة الأوضاع المتردية التي يعيشها في الفترة الراهنة.

وبمجرد إعلان الرئيس الديمقراطي انسحابه من السباق الرئاسي، وتأكيد دعمه نائبته كامالا هاريس لتكون مرشحة عن الحزب الديمقراطي، قال ترامب في تصريحات لـ CNN إن هزيمة هاريس ستكون أسهل من هزيمة بايدن.

وعن هذا، يقول آل عاتي إن تصريحات الرئيس السابق كانت قوية وذكية، مضيفا أن ترامب أراد ان يضغط على كامالا هاريس لأنه يعتقد أن شخصيتها ليست بتلك القوة السياسية، وأنه يستطيع بالفعل تجاوزها.

يضيف: “نرامب أراد أيضا أن يسقط على هاريس حتى تبدو ضعيفة في حالة اختيارها، ومن ثم أراد تهميشها منذ البداية”، وبالتالي يرى آل عاتي أن اختيار هاريس سيكون خيارا غير مقنع، لأنه بحسب الكاتب والمحلل السياسي يحتاج الحزب الديمقراطي شخصية كبيرة يمكنها أن تعيد جمع الفرقاء وتوحيد الصفوف.

واختتم آل عاتي تصريحاته، بالإشارة إلى أنه لا تزال هناك نحو أربعة أشهر قد تشهد الكثير من المفاجآت كعادة السباقات الانتخابية في الولايات المتحدة، وقد تلعب قرارات بايدن دورا مهما في تعزيز حظوظ الحب الديمقراطي، إذا ما حدثت بعض التطورات وكان له فيها تدخلا مؤثرا وفاعلا.

وتظهر استطلاعات الرأي العام أن أداء هاريس ليس أسوأ من أداء بايدن ضد ترامب.

في مواجهة افتراضية وجهاً لوجه، تعادلت هاريس وترامب بنسبة 44% لكل منهما في استطلاع رأي أجرته رويترز/إبسوس يومي 15 و16 يوليو/تموز مباشرة بعد محاولة اغتيال ترامب في 13 يوليو/تموز.

وتقدم ترامب على بايدن بنسبة 43% مقابل 41% في نفس الاستطلاع، على الرغم من أن الفارق البالغ نقطتين مئويتين لم يكن ذا مغزى بالنظر إلى هامش الخطأ في الاستطلاع الذي بلغ 3 نقاط.

خلال السباق الانتخابي الأولي، جمع بايدن أكثر من 3600 مندوب للمؤتمر الوطني الديمقراطي الذي سيعقد في شيكاغو في أغسطس/آب. وكان هذا ضعف العدد المطلوب للفوز بترشيح الحزب (1976).

إذا لم يغير الحزب الديمقراطي القواعد، فإن المندوبين الذين تعهدوا لبايدن سيدخلون المؤتمر “غير ملتزمين”، مما يترك لهم مهمة التصويت على خليفته.

كما أن الديمقراطيين لديهم نظام “المندوبين الفائقين”، وهم مسؤولون كبار غير ملتزمين بالتعهدات في الحزب وزعماء منتخبين يكون دعمهم محدودا في الجولة الأولى ولكنهم قد يلعبون دورا حاسما في الجولات اللاحقة.

تغلب بايدن على ترامب في عام 2020 بالفوز في الولايات الرئيسية المتأرجحة، بما في ذلك السباقات المتقاربة في بنسلفانيا وجورجيا. وعلى المستوى الوطني، تفوق بايدن على ترامب بأكثر من 7 ملايين صوت، وحصل على 51.3٪ من الأصوات الشعبية مقابل 46.8٪ لترامب.

أخبار متعلقة :