موقع بوابة المساء الاخباري

ندى حافظ: رحلة أولمبية ملهمة خلال فترة الحمل في باريس 2024 - المساء الاخباري

ننشر لكم من خلال موقعكم " المساء الاخباري"

تجربة أولمبية استثنائية خلال فترة الحمل في باريس 2024

في عالم الرياضة، قليلون من يتمكنون من تحقيق إنجازات ملهمة تتجاوز حدود المنافسات وتتجاوز عوائق الحياة اليومية. ندى حافظ، الطبيبة المصرية ولاعبة سلاح المبارزة بالسيف، تعد واحدة من هؤلاء الملهمين الذين كتبوا أسمائهم بحروف من نور في سجلات الأولمبياد. مشاركتها في دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024، وهي حامل في الشهر السابع، لم تسرق فقط قلوب الجماهير بل استقطبت أيضاً اهتمام وسائل الإعلام العالمية.

السيرة الذاتية: رحلة التميز

ندى حافظ وُلدت في عام 1997، وهي طبيبة مصرية متألقة في رياضة سلاح المبارزة بالسيف. درست في كلية طب القصر العيني بالقاهرة، حيث حصلت على شهادة بكالوريوس الطب في عام 2022. تعمل ندى حالياً كطبيبة في المستشفى التعليمي بالقاهرة، بجانب كونها رياضية محترفة. بطول يبلغ 1.68 متر، تجسد ندى حافظ نموذجاً للتفوق في جميع جوانب حياتها

(Getty)

مسيرة رياضية ملهمة

بدأت ندى حافظ رحلتها الرياضية في سن الثانية عشر، عندما اكتشفت شغفها برياضة سلاح المبارزة بالسيف. منذ ذلك الحين، كرست وقتها وجهدها لهذه الرياضة، وحققت نجاحات ملحوظة. في عام 2015، حصلت على الميدالية الذهبية في البطولة الإفريقية للناشئين، وأتبعتها بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب الإفريقية بالمغرب.

عندما تأهلت ندى حافظ لأولمبياد ريو دي جانيرو في 2016، أثبتت أنها قوة لا يُستهان بها في عالم المبارزة. تبعتها بمشاركة ناجحة في أولمبياد طوكيو 2020، مما مهد الطريق لمشاركتها في أولمبياد باريس 2024. على الرغم من تصنيفها كالمبارزة رقم 41 عالمياً في سلاح الشيش، كانت طموحاتها تتجاوز أي تصنيف.

تجربة أولمبية فريدة

كانت دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024 تجربة استثنائية بالنسبة لندى حافظ، حيث قررت المشاركة في البطولة وهي حامل في الشهر السابع. وسط الجدل الكبير، نجحت ندى في الفوز بأول مباراة لها في منافسات فردي السيدات بسلاح السيف، حيث تغلبت على الأمريكية إليزابيث تارتاكوفسكي، المصنفة السابعة عالمياً، بنتيجة 15-13. لكن منافستها في دور الـ16، الكورية جيون هايونغ، تغلبت عليها بنتيجة 15-7.

في خطوة جريئة، قامت ندى بنشر منشور على إنستجرام يكشف عن حالتها الصحية ومشاركتها في الأولمبياد أثناء فترة الحمل. لاقى المنشور ردود فعل متباينة؛ حيث أبدى البعض تقديره لإصرارها وتحديها الصعوبات، بينما انتقد آخرون قرارها بالمشاركة أثناء الحمل، معتبرين أنه قد يؤثر على سلامتها وسلامة جنينها.

الإشادات والتقدير العالمي

لم تقتصر إشادات ندى حافظ على المستوى المحلي فحسب، بل لاقت إشادة واسعة من وسائل الإعلام العالمية. اعتبرت العديد من الصحف والشبكات الإعلامية أن مشاركتها في الأولمبياد وهي حامل رسالة قوية عن قوة وعزيمة المرأة. أشاد المجلس القومي للمرأة بنجاحها، واعتبر أن هذه المشاركة دليل على قدرة المرأة المصرية على تحقيق التوازن بين حياتها الشخصية والعملية.

(Getty)

مقارنة تاريخية: أولمبياد الحمل

ندى حافظ ليست أول رياضية تنافس وهي حامل. فقد سبقتها عدة رياضيات في هذا المجال، مما يعكس تطوراً ملحوظاً في نظرة المجتمع للمرأة الحامل في الرياضة. ففي أولمبياد 1920، نافست السويدية ماغدا جولين كمتزلجة فردية وهي حامل في شهرها الرابع، ونجحت في الفوز بالميدالية الذهبية. أما الهولندية آنكي فان غرونسفن، فقد شاركت في أولمبياد أثينا 2004 كلاعبة فروسية وهي حامل في الشهر الخامس، وحققن أيضاً الميدالية الذهبية.

وفي عام 2000، حصلت لاعبة الرماية الألمانية كورنيليا بفوهل على الميدالية البرونزية وهي في بداية حملها، وعادت للمشاركة في أولمبياد أثينا بعد أربع سنوات وهي حامل في الشهر السابع. خلال الألعاب الأولمبية الشتوية 2010 في فانكوفر، فازت لاعبة الكيرلنغ الكندية كريستي موريسون بميدالية فضية وهي حامل في شهرها السادس. أما الماليزية نور سورياني محمد الطيبي، فقد شاركت في لعبة الرماية في أولمبياد لندن 2012 وهي حامل في الشهر الثامن.

ندى حافظ ليست مجرد رياضية بارزة، بل هي رمز للإلهام والإرادة القوية. مشاركتها في أولمبياد باريس 2024 وهي حامل قدمت مثالاً رائعاً على كيفية تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والرياضية، وتجاوز الصعوبات بإصرار وعزيمة. قد تكون قصتها واحدة من العديد من القصص الملهمة، لكنها بلا شك تظل واحدة من أبرزها، حيث قدمت للعالم دروساً في قوة الروح البشرية والقدرة على تحقيق النجاح في جميع جوانب الحياة.

أخبار متعلقة :