ننشر لكم من خلال موقعكم " المساء الاخباري"
مخاوف من تأثير الانفجارات في جنوب لبنان على نشاط الزلازل في المنطقة
بالتوازي مع انتشار خبر تفجير الجيش الإسرائيلي لموقع تابع لحزب الله في بلدة العديسة جنوب لبنان باستخدام 400 طن من المواد المتفجرة، علت أصوات تحذّر من تأثير هكذا انفجارات على الحركة الزلزالية للمنطقة، الأمر الذي أثار مخاوف لدى الجمهور وأحدث جدلاً بين الخبراء.
في التفاصيل، نقل موقع “I24News” الإسرائيلي يوم السبت عن مسؤولين بالجيش قولهم إنه تم تفجير موقع تابع لقوة الرضوان يمتد على طول كيلومتر تحت الأرض، باستخدام 400 طن من المواد المتفجرة.
وأظهرت مشاهد التفجير سحابة ضخمة من الدخان والغبار فضلاً عن حركة كبيرة في الأرض إثر الانفجارات، مما أدى إلى خروج سكان بشمال إسرائيل من منازلهم إلى المناطق المفتوحة بعد تفعيل إنذارات زلزالية في المنطقة.
وأوضح المعهد الجيولوجي الإسرائيلي، أن أنظمة الرصد سجلت الانفجار باعتباره نشاطا زلزاليا، مما أدى إلى إطلاق التحذيرات تلقائيا، في حين سارعت السلطات الإسرائيلية وقيادة الجبهة الداخلية إلى طمأنة السكان، مؤكدة أن الأمر يتعلق بتفجير مُسيطر عليه في لبنان، ولا يوجد ما يدعو للقلق، بحسب الموقع الإسرائيلي.
في الجهة اللبنانية، أثار منشور للخبير الجيولوجي طوني نمر قلقاً، بعدما دعا عبر حسابه على منصة إكس إلى “الانتباه من قبل مشغلّي آلات الحرب الاسرائيلية أن التفلت من الضوابط مع قوانين الطبيعة في الأماكن الخاطئة قد يؤدي الى إستحثاث زلازل لا يتوقف تأثيرها على حدود الدول.”
وقال: ما حصل اليوم في العديسة من تفجيرات متتالية ومهولة فعّلت أجهزة رصد الهزات الأرضية في “الشمال الاسرائيلي” هو بمثابة العبث مع مقدرات الطبيعة الى الشمال من منخفض الحولا حيث ينفصل فالق البحر الميت الى فالقي اليمونة وروم.
موقع “أخبار الآن” تواصل مع الدكتور طوني نمر، الذي عاد وأكّد أن الموضوع دقيق ولا يمكن التعاطي معه ببساطة وأشار إلى أن هكذا مناطق لا يجب الاقتراب منها بانفجارات عنيفة كالتي رأيناها في العديسة يوم السبت.
وأوضح كيف بمكن أن تؤثر الانفجارات على الحركة الزلزالية قائلاً: العديسة قريبة جداً من الفوالق الزلزالية التي تحد منخفض الحولا والتي عندما تصل إلى لبنان تتفرع إلى أكثر من فالق.
وأردف: انفجارات عنيفة في هذا المكان يمكن أن تغيّر الضغوطات على الفوالق الزلزالية وبالتالي يمكن أن تحفز الحركة عليها والتي ينتج عنها هزات أرضية وزلازل.
ورداً على سؤال عما إذا كان تأثير الانفجارات يختلف بحسب عمقها في الأرض، قال نمر لـ”أخبار الآن”: التفجيرات أكانت سطحية أو عميقة، كي تؤدي إلى زلازل يجب أن تغير الضغوطات على الفوالق وتحفز الحركة عليها.
وبالنسبة للضاحية الجنوبية لبيروت أو لقطاع غزة، أشار نمر إلى أن هاتين المنطقتين بعيدتان عن الفوالق، ورغم ضخامة القصف والتفجيرات التي كان تحدث فيها، لم يكن ليحصل تحفيز للحركة الزلزالية هناك، مؤكداً في المقابل أن الوضع في الجنوب اللبناني مختلف خصوصاً المناطق القريبة من الفوالق، حيث يمكن أن تحفز التفجيرات الحركة الزلزالية بغض النظر عما إذا كانت التفجيرات على سطح الأرض أو بعمق معيّن.
وفيما يخص عامل وجود أسلحة داخل الأنفاق وإمكانية تأثيرها من عدمه على تحفيز الهزات الأرضية والضغط على الفوالق، شدد الدكتور نمر على أنه إذا كان النفق يحتوي على أسلحة وتم تفجيره وطال التفجير هذه الأسلحة الموجودة بالطبع سيكون الانفجار أضخم والنتيجة ستكون أسوأ.
ماذا بعد؟
رأى الخبير الجيولوجي في حديثه لـ”أخبار الآن” أن الخطوات الواجب اتخاذها يجب أن تتم من الجانب الذي يتخذ القرار بالتفجير ألا وهو الجانب الإسرائيلي.
وقال: على الجيش الإسرائيلي أن يحيّد المناطق القريبة من الفوالق الزلزالية قدر الإمكان لأن أي استحثاث لهزة أو وزلازال بالجنوب اللبناني يمكن أن يؤدي إلى امتداد الحركة إلى مكان آخر، خصوصاً أن الفوالق متواصلها ببعضها البعض، لا سيما فالق البحر الميت الذي يبلغ طوله ألف كيلومتر والذي ينطلق من العقبة ويمر بوادي عربة وغور الأردن ومنخفض الحولا وبحيرة طبريا، ومير أيضاً بلبنان، وسوريا ويصل إلى تركيا.
الأنشطة البشرية والهزات الأرضية
لا أمثلة محددة عن بلد أو منطقة معيّنة أدت فيها الأعمال الحربية إلى حركة زلازالية ولكن هناك أمثلة وحالات علمية موثقة أدت فيها الأنشطة البشرية إلى حدوث هزات أرضية، بحسب نمر.
ويبرز هنا موقع Hiquake الذي يعرض أكبر قاعدة بيانات وأحدثها للمشاريع الصناعية التي يُزعم أنها تسببت في حدوث زلازل أو حفّزتها.
وتُظهر بيانات هذا الموقع أن التكسير الهيدروليكي يأتي بالدرجة الأولى للأسباب “البشرية” التي تؤدي إلى حدوث زلزال، بنسبة 32%، من بعدها العدين بنسبة 23%، والسدود أو خزانات المياه بنسبة 18%، ثم استخراج النفط والغاز بالطريقة التقليدية بنسبة 11%.
أخبار متعلقة :