ننشر لكم من خلال موقعكم " المساء الاخباري"
اشتباكات بين أطراف متصارعة.. حرب وقصف وتهجير.. ماذا يحصل في سوريا؟
شرارة الحرب اندلعت من جديد في سوريا، وهذه المرة في مناطق الشمال السوري المكتظة بالنازحين، ومع أن قوات النظام السوري وروسيا كانت تدك إدلب وريفها بالصواريخ منذ سنوات، إلا أن قوات ما تسمى بالمجلس العسكري السوري، أعلنت عن عملية واسعة تحت اسم “ردع العدوان“.
حيث اعلنت فصائل المعارضة السورية تمكنها من السيطرة على 32 قرية ونقطة في ريف حلب الغربي، مع حلول اليوم الثاني من العملية التي أطلقتها صباح الأربعاء. فيما ردّت قوات النظام السوري بقصف مناطق المدنيين في كل من ريف حلب ومحافظة إدلب.
وذكرت وكالة الأناضول أن قوات المعارضة سيطرت مساء الأربعاء، على عدد من قرى ريف حلب الغربي، أبرزها: الهوتة، وتلة الضبعة، وأورم الكبرى، وباشنطرة، وجمعية المعري، وجمعية أبو عمشة، وجمعية الأمين، وجمعية المناهل، وجمعية الرضوان، والمهندسين، وباكدينا، وكفرناها.
ماذا يحدث؟
خبير استراتيجي مقيم في تركيا رفض الكشف عن اسمه قال لأخبار الآن: إن قوات المعارضة متمثلة بهيئة تحرير الشام “النصرة سابقا” والجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا وبعض الفصائل الأخرى، اجتمعت وأطلقت عملية عسكرية واسعة لتحرير مناطق من سيطرة النظام السوري والميليشيات الإيرانية في ريفي حلب وإدلب.
وأعرب المصدر عن استغرابه من موعد إطلاق العملية التي جاءت تزامنا مع إعلان اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان.
وأوضح الخبير الاستراتيجي أن العلميات ستستمر ضد قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية، وسيكون هناك رد روسي – سوري عليها وسيقع ضحيتها الأبرياء.
ولم يستبعد المصدر أن تقوم إسرائيل بقصف بعض مواقع الميليشيات الإيرانية في المنطقة تزامنا مع العملية.
سيطرة واسعة
فصائل المعارضة أعلنت أنها قد سيطرت، على كل من قرى: الشيخ عقيل، وقبتان الجبل، وتلة الراقب، وتل الدبابات، وبلدة عينجارة، والفوج 46، وكفر بسمة، وبسرطون، وحور، والقاسمية، وعاجل، وبالا، والسلوم، وكفربسين، وحيردركل، وأورم الصغرى، وعويجل.
وبذلك تكون مساحة المنطقة التي سيطرت عليها المعارضة خلال يوم الأربعاء، وصلت إلى 245 كيلومتراً مربعاً، وباتت على بعد 5 كيلومترات من مدينة حلب.
ومساء الأربعاء، كشفت مصادر محلية عن مقتل العديد من ضباط قوات النظام السوري وعناصره، كجزء من حصيلة اليوم الأول من المواجهات مع فصائل المعارضة، حيث نعت صفحات مقربة من النظام على منصات التواصل الاجتماعي مقتل أكثر من 15 ضابطاً وعنصراً، مشيرة إلى أنهم قُتلوا في معارك “الفوج 46” بريف حلب الغربي.
خريطة نشرتها مواقع معارضة سورية
تصعيد سوري
إزاء ذلك، صعّدت قوات النظام السوري مع ميليشيات إيران وروسيا من الهجمات الانتقامية، مستهدفة المدنيين في أكثر من 16 مدينة وبلدة في منطقة شمال غربي سوريا، رداً على العملية العسكرية التي مكنت فصائل المعارضة من السيطرة على أكثر من 17 قرية وموقعاً استراتيجياً في ريف حلب الغربي.
وأفاد الدفاع المدني السوري بأن الهجمات، التي استمرت خلال ليلة الأربعاء- الخميس، استخدم فيها النظام وحلفاؤه أسلحة محرمة دولياً، بما في ذلك ذخائر عنقودية، واستهدفت أحياء سكنية ومخيمات للنازحين، ما أسفر عن مقتل طفل وإصابة 20 مدنياً آخر، بينهم 9 أطفال و6 نساء، ونزوح آلاف العائلات وسط ظروف إنسانية مأساوية.
العملية العسكرية جاءت بعد فترة طويلة من التحضير والتجهيز لتخترق خطوط التماس في شمال غربي سوريا لأول مرة منذ وقف إطلاق النار المبرم في 5 آذار 2020 برعاية تركية – روسية.
وأعلنت الفصائل العاملة ضمن “إدارة العمليات العسكرية”، أن العملية تهدف إلى توسيع “المناطق الآمنة وتأمين عودة النازحين إليها بكرامة وأمان”، مؤكدة أنها جاءت في إطار كبح جماح النظام الذي يهدد ببدء عمل عسكري على محافظة إدلب، ويصعّد القصف عليها بالمدفعية والصواريخ والطائرات الملغمة.
قسد تتدخل وتركيا ترسل تعزيزات
دفعت تركيا بتعزيزات عسكرية مكثفة إلى منطقة درع الفرات، الخاضعة لسيطرة قواتها وفصائل الجيش الوطني السوري الموالي لها في حلب، إلى جانب نقاطها في إدلب، في ظل التصعيد مع قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، وبدء هيئة تحرير الشام هجوماً على مواقع الجيش السوري في حلب.
ودخل رتل عسكري تابع للقوات التركية من معبر السلامة الحدودي في شمال حلب إلى النقاط التركية المنتشرة في منطقة درع الفرات، ضم شاحنات محملة بأسلحة ثقيلة ودبابات وآليات إلى النقطة التركية على أطراف بلدة مريمين شمال حلب.
وسبق ذلك، وصول تعزيزات تركية، إلى جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي ضمن منطقة خفض التصعيد المعروفة باسم بوتين – إردوغان، عبر معبر كفر لوسين الحدودي، ضمت نحو 50 آلية، معظمها مدافع ودبابات، تمركزت في قاعدة قريبة من خطوط التماس مع مناطق سيطرة الجيش السوري.
وفي سياق هذه التطورات، نفذت قوات مجلس منبج العسكري التابعة لـ قسد عملية تسلل إلى مواقع سيطرة فصائل الجيش الوطني السوري، الموالي لتركيا، على محور قرية أم جلود في ريف منبج شرق حلب، ضمن مناطق عملية درع الفرات.
ودارت اشتباكات مسلحة بين الطرفين على محور قرية الحمران بريف منبج الغربي. وقصفت مدفعية الجيش الوطني قريتي أم جلود وعرب حسن في ريف منبج.
كما قُتل عنصران من الجبهة الشامية الموالية لتركيا، وأصيب 3 آخرون بجروح متفاوتة، في عملية تسلل نفذتها قسد على محور كفر خاشر بريف أعزاز شمال حلب، ضمن مناطق سيطرة درع الفرات.
أخبار متعلقة :