فى الذكرى الثامنة لتحرير منبج.. «قسد» تعاني من أعباء المتغيرات الأمنية فى المنطقة.. واتساع دائرة الصراع فى الشرق الأوسط ينذر بتغيير خريطة الجماعات المسلحة في سوريا . المساء الاخباري

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مع مرور الذكرى الثامنة لتحرير مدينة منبج من قبضة تنظيم داعش الإرهابي، تعانى قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من قوات التحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة، فى شمال وشرق سوريا، من ضغوطات أمنية كبيرة، وذلك فى ظل التوترات العسكرية فى المشهد السورى على خلفية التصعيد الأخير بين إيران وحلفائها فى المنطقة وبين دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وينذر اتساع دائرة الصراع فى الشرق الأوسط على خلفية العدوان الإسرائيلى على غزة منذ أكتوبر ٢٠٢٣، بعدة متغيرات تشمل خريطة انحصار وتمدد الجماعات المسلحة فى سوريا، ويلقى بتبعات أمنية أكبر على دول المنطقة.

فى سوريا، تتأهب الجماعات الإرهابية لاستغلال أى تصعيد عسكرى بين طهران ودولة الاحتلال لينعكس على وجودهم فى الخريطة السورية، حيث يرى المراقبون أن انشغال الجماعات المسلحة الموالية لإيران بالمناوشات بينها وبين القواعد العسكرية الأمريكية فى ضوء الرد الإيرانى على الانتهاكات الإسرائيلية بحقها، يجعل قوات النظام السورى تتحمل المزيد من الأعباء فى التصدى للخلايا النائمة لهذه الجماعات والتى تحلم بالعودة والسيطرة على المدن من جديد.

كذلك تضع عبئا إضافيا على كاهل قوات سوريا الديمقراطية التى تجد نفسها فى خندق مع القوات الأمريكية ومعرضة للهجمات، ما يدفعها للمشاركة بانتظام فى التدريبات المكثفة التى تجريها واشنطن فى قواعدها لتجنب أى هجمات لتنظيمات مسلحة تعمل لصالح إيران.

أما فى العراق، فإن المهندس محمد شياع السودانى طالب الجيش والقوى الأمنية بضرورة اليقظة للتعامل مع المتغيرات الأمنية الطارئة، خاصة وأن الموقف يزداد تأزما بعد اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لحركة حماس.

وبدورها كثفت قيادة العمليات المشتركة من تحركاتها ضد الهاربين والخلايا النائمة من العناصر الإرهابية، وبادرت بتنفيذ عملية أمنية فى عدة مناطق وصلت للحدود السورية لمنع عمليات التسلل، ونشاط العناصر الإرهابية.

تضع التغيرات الجديدة عبئا ثقيلا على كاهل مناطق الإدارة الذاتية، فالانزلاق نحو صراع جديد بين إيران وإسرائيل يخفف من ضغط حلفاء إيران الذين يساعدون النظام السورى فى السيطرة على المدن والبلدات السورية ويجعلها عرضة لتجدد الاشتباكات حولها.

كما أنها فرصة مناسبة لصعود جديد لتنظيم داعش الإرهابى الذى يحسن استغلال التوترات السياسية والصراعات الإقليمية لصالحه، وهو ما يزيد الأمور الأمنية تعقيدا، ويضع المناطق التى تشهد استقرارا نسبيا فى مرمى النيران من جديد.

فك الحصار والتفاهمات

وسط هذه المتغيرات، فكت قوى الأمن الداخلى (الأسايش) التابعة لـ(قسد) الحصار عن المربع الأمنى فى مدينة القامشلي، بعد أسبوع من الحصار، وأزالت القوات المظاهر العسكرية وسمحت بدخول السيارات والمواد المستعجلة، استكمالًا لتطبيق بنود الاتفاق بوساطة الروس الذى جرى فى مدينة الحسكة.

وأفاد المرصد السورى لحقوق الإنسان، بأن قوات الحرس الجمهورى وصلت إلى ريف دير الزور، يوم الخميس الماضي، لتأخذ مكان قوات الفرقة الرابعة والانتشار قرب ضفة نهر الفرات. كما أفرجت قسد عن الـ ٢٠ المحتجزين لديها من قوات النظام، وبالمقابل أفرجت قوات النظام عن العناصر الذين طالبت بهم قسد، تمهيدا لتنفيذ بقية بنود الاتفاق الذى جرى بوساطة روسيا.

يواجه اتفاق فك الحصار عن المربعين الأمنيين فى القامشلى والحسكة، رفض الفرقة الرابعة لأحد البنود الذى جرى بوساطة روسيا، والذى يقضى بانسحابها من مناطق ضفاف نهر الفرات وتسليم مواقعها للحرس الجمهورى التابع للنظام، مما يعوق فك الحصار بشكل كامل.

ومنذ أيام، دخلت صهاريج مياه الشرب وسيارات تنقل الطعام إلى المربع الأمنى فى مدينة الحسكة، كبادرة حسن نية من “قسد” بانتظار تطبيق باقى بنود الاتفاق وفق الوعود الروسية.

وقدم الجانب الروسى وعودًا بوقف هجمات المجموعات المحلية المدعومة من إيران، وإبعاد الفرقة الرابعة التابعة للنظام والمدعومة من إيران، عن منطقة ريف دير الزور، ونشر مجموعات بديلة من الحرس الجمهوري، خلال اجتماع جرى الثلاثاء ١٣ أغسطس، فى مطار القامشلى بريف الحسكة بين وفد روسى ضم عددًا من الضباط والجنود على رأسهم القائد الروسى “كيسلف”، وممثلين عن قوات سوريا الديمقراطية.

تضمن الاتفاق أيضًا عقد صفقة لتبادل أسرى، حيث سيتم الإفراج عن ٨ عناصر من قوات سوريا الديمقراطية كانوا قد وقعوا أسرى بيد ميلشيات مدعومة من إيران العام الفائت، ويقابل ذلك إفراج قوات سوريا الديمقراطية عن ٢٠ من ضباط وعناصر قوات النظام بينهم عميد كانت قد اعتقلهم فى الحسكة والقامشلي، حيث وافقت “قسد” على فك الحصار فى انتظار تنفيذ الشروط المتفق عليها.

تحرير منبج

تتزامن التغيرات العسكرية والأمنية مع مرور ٨ سنوات على تحرير مدينة منبج السورية من سيطرة تنظيم داعش الإرهابى على يد قوات سوريا الديمقراطية، وفى ظل المخاوف من تمكن التنظيم الإرهابى من فك السجن عن عناصره وقياداته المعتقله، وأيضا حسن استغلاله للمتغيرات الجديدة.
من جانبه؛ هنأ محمد شيخو، نائب رئيس مجلس الشعوب بالمدينة بمرور الذكرى العظيمة بتحرير المدينة من أعتى التنظيمات الإرهابية. وكان ذلك فى أغسطس من العام ٢٠١٦ بعد معارك استمرت لأكثر من ٧٠ يوما. 

وأضاف شيخو، وفقا لبيان صادر عن مناطق الإدارة الذاتية، أنه بفضل القوات العسكرية وتضحياتهم تحررت منبج من هذا التنظيم الإرهابي، وبدأ بناء المدينة من جديد بعد التدمير الذى أحدثه التنظيم، وكان لابد من إعادة بناء البنى التحتية وتشكيل المجلس التنفيذى للمقاطعة.

وبدأ المجلس العمل بشكل فورى وبذل جهد كبير لإعادة الحياة إلى سابق عهدها بدايةً من الأمور الخدمية والصحية وأهمها التعليم، بعد أن طمس المرتزقة التعليم ونشرهم الجهل ونهجهم المسموم.
وأشار "شيخ" إلى أن مجلس الشعوب والمجلس التنفيذى واجها العديد من الصعوبات والتحديات، وذلك لعدم توفر الإمكانيات مقارنة بالدمار فى تلك الفترة ونقص الكوادر الفنية واليد العاملة، ولكن خلال فترة وجيزة بدأت هذه العقبات تتلاشى.

وبعد مرور ٨ سنوات وبفضل إنجازات الإدارة الذاتية وتطبيق ميثاق العقد الاجتماعى الذى يعتبر ثمرة من ثمار هذا التحرير وإعلان النصر على داعش بإعادة إعمار هذه المناطق وتطويرها ونشر ثقافة الأمة الديمقراطية.

ولفت "شيخو" إلى أن مقاطعة منبج رغم التحديات والصعوبات الداخلية والخارجية التى واجهتها خلال هذه السنوات لا تزال تعمل على تطبيق منهجها ومشروع الأمة الديمقراطية.

ولا تزال مؤسساتها تعمل فى مشاريعها الخدمية والصحية والتربوية بشكل مستمر وتنفيذ المهام المطلوبة منها، وهناك خطط سنوية توضع لمشاريع كبيرة فى جميع القطاعات.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق المدارس تحولت إلى مراكز إيواء.. كيف تستقبل غزة العام الدراسي الجديد؟ . المساء الاخباري
التالى الاستعلام عن صحة مهندس حاول قتل نفسه بالبدرشين . المساء الاخباري