مادمت فى طلب الحق فلا تقف مع الخلق! . المساء الاخباري

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الشيخ الأكبر محي الدين بن عربى شخصية قلقة فى التاريخ الإسلامى، أثارت جدلا طويلا فهو منذ ولادته  في مرسية في الأندلس حتى وفاته بدمشق محل  خلاف واختلاف ما بين مؤيد ومعارض.

الإنجاز الأعظم للروائي المبدع محمد حسن علوان هو اختياره أن تكون روايته «موت صغير»  عن حياة الشيخ الأكبر محي الدين بن عربى من منظور خيالى وهو يعلم ان الشيخ الأكبر حوله المؤيدون لأفكاره  والمعارضون لكتاباته واقواله من العلماء الأجلاء والفقهاء الأفاضل.

فهناك من مؤيديه من قال  إِن الشيخ من كمّل العارفين بإِجماع أهل الطريق، وكان جليس رسول الله صلى الله عليه وسلم  مثل الفقيه المحدث عبد الوهاب الشعراني 

ومثل قول صاحب القاموس الفيروزآبادي، حين سئل عن الشيخ الأكبر فقال: «اللهم نطقنا بما فيه رضاك الذي أعتقده وأدين الله به إنه كان شيخ الطريقة حالًا وعلمًا وإمام الحقيقة.. حقيقةً ورسمًا ومحيي رسوم المعارف فعلًا واسمًا». 

وأيضا شهاب الدين عمر السهروردي وهو أحد علماء السنة والجماعة ومن أعلام التصوف، عندما سئل: ما تقول في ابن عربي؟، قال: بحر الحقائق.

هذه بعض أقوال من يحب الشيخ الأكبر ويراه إمام المتصوفين ومحيي الدين وسلطان العارفين.

لكن هناك فى الجانب الآخر من يهاجمه من الفقهاء والعلماء الأجلاء ويهاجم أفكاره فيروي الشوكاني عن العز بن عبد السلام في كتابه الصوارم الحداد القاطعة لعلائق أرباب الاتحاد: «قال الفقيه أبو محمد بن عبد السلام لما قدم من القاهرة وسألوه عن ابن عربي: شيخ سوء معتوه، يقول بقدم العالم، ولا يحرم فرجًا».

وأيضا يهاجمه الفقيه تقي الدين السبكي بقوله «ومن كان من هؤلاء الصوفية كابن عربي وغيره فهؤلاء ضلال جهال خارجون عن طريقة الإسلام فضلا عن العلماء».

وقال عنه ابن حجر العسقلاني وهو من أئمة العلم والتاريخ أن الشيخ الأكبر محي الدين بن عربى قال أقوالًا منكرة.. ثم قال بعد أن ذكر سيرته وما يعتقده فوالله لأن يعيش المسلم جاهلا خلف البقر لا يعرف من العلم شيئا سوى سور من القرآن يصلي بها الصلوات ويؤمن بالله واليوم الآخر خير له بكثير من هذا العرفان وهذه الحقائق ولو قرأ مئة كتاب، أو عمل مئة خلوة.

لكن  الروائى المبدع محمد حسن علوان خاض بجدارة وتمكن تجربة الكتابة عن أهم شخصية فى عالم التصوف بالرغم من وجود منحنيات وصعود وهبوط  فى حياة الشيخ الأكبر محي الدين بن عربى ولكنه للحق استطاع بمهارة شديدة أن يقدم عملا سرديا بالغ الجمال بطريقة مبسطة خاليه من مصطلحات التصوف الإسلامى أو الفلسفة.

فى الرواية خيال رائع وتصور مدهش عن عالم التصوف حيث يدخلك الروائى المبدع  تجربة الشيخ الأكبر الصوفية ويجعلك تعيش معه قلقه ويشعرك   بتأثير الاحداث عليه وأيضا يصحبك معه فى سفرياته  فتتنقل من بلد إلى بلد مستمتعا بما تقرأه.

بدأت الرواية بجملة فاطمة بنت المثنّى فى مرثية للشيخ الأكبر بقولها «طهّر قلبك»  فانطلق من خلال هذه  الجملة الروائى المتميز فى رحلته مع الشيخ الأكبر في بحثه، على مدى الحكاية، عن أوتاده الذين يثبتون قلبه وكانت هذه الأوتاد  هي أحد محاور الرواية وحبكتها، بحيث يفاجئ الروائى المبدع  القارئ  بأوتاده الأربعة الذين استمر في البحث عنهم من بداية الرواية إلى خاتمتها.

بالقطع ستشعر بالمتعة وأنت تعيش مع الشيخ  في الرواية فى تجربته الصوفية التى  تتصف بعمق شديد  وقلق أشد ومع الأحداث المتخيلة التي يعيشها وستسافر معه إلى الكثيرٍ من الدول.

الرواية شيقة جدا وممتعة ومكتوبة بأسلوب جميل وكلماتها تنبض بالحياة وفيها مشاعر حية تحكى تجربة روحية عريضة ومملوءة بالحكمة والفلسفة  وقد تعيد قراءتها مرة ثانية من أجل أن تظل محتفظا بمتعة قراءتها.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق مدير«تعليم أبوتشت»: انتظام الدراسة بجميع المدارس وإحالة المقصرين للتحقيق المساء الاخباري ..
التالى الحد الأدنى لـ تنسيق المرحلة الثالثة 2024 أدبي - بوابة المساء الاخباري