الولايات المتحدة تقترب من أسبوع الحسم، والمرشحان للرئاسة يمران للسرعة القصوى في حشد الجماهير. حيث يواجه الرئيس السابق، دونالد ترامب، ونائبة الرئيس كمالا هاريس، تنافسا شديدا، مع جهودا مكثفة لكسب أصوات الناخبين، ولا سيما، في الولايات المتأرجحة. وتظهر استطلاعات الرأي، احتداما كبيرا للسباق في أيامه الأخيرة. مع إدلاء أكثر من 35 مليون شخصا، بجميع أنحاء البلاد بأصواتهم مبكرا، في استحقاقا قد يوصل للمرة الأولي امرأة لسدة الرئاسة، أو يعيد رئيسا سابقا للحكم للمرة الثانية في تاريخ أمريكا. تسعي هاريس، إلي تعزيز الإقبال علي التصويت وتظهر دعم شخصيات بارزة مثل ميشيل أوباما وغيرها، في المقابل يتهم ترامب، هاريس، بتدمير أمريكا ومواصلة ما بدأه بايدن. مركزا علي القضايا الاقتصادية والأمنية، مستعينا بالملياردير إيلون ماسك.
أمولا ضخمة تم ضخها في شريان حملتي ترامب وهاريس، إذ تعتبر هذه الانتخابات واحدة من الأكثر تكلفة في التاريخ، حيث يتوقع أن يصل الإنفاق علي جميع السباقات الانتخابية الفدرالية، إلي حوالي 16 مليار دولار متجاوزا الرقم القياسي السابق في عام 2020. علي الرغم من ذلك، تعيش الولايات المتحدة، حالة من القلق الشديد، مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من الشهر المقبل. ووفقا لاستطلاع حديث، يعكس أن 87 % من الناخبين يشعرون بأن البلاد ستتعرض لخطر دائم، إذا خسر مرشحهم. كما عبر العديد من الناخبين، عن مخاوفهم من تصاعد العنف المحتمل، نتيجة الانتخابات. حيث توقع نصف الناخبين تقريبا، حدوث أحداث عنف، في حالة فوز أي من المرشحين.
انقسام غير مسبوق في الشارع الأمريكي، حتى أن البعض يفضل الخروج عن هذا الصراع الثنائي، والانضمام لخيار ثالث. ولكن يبقي تأثير المرشحين من الأحزاب الأخرى مثل الطبيبة والناشطة السياسية، جيل ستاين، من حزب الخضر، غير واضح. لكن قد يؤثر علي توزيع الأصوات في الولايات المتأرجحة.
ووفقا لمراقبين، قد يؤدي انقسامات الناخبين، إلي نتائج غير متوقعة. حيث يري البعض، أن استطلاعات الرأي الأمريكية، في سياق الانتخابات الرئاسية، أصبحت تبتعد عن الواقع. حيث تركز علي الأرقام والشخصيات بدلا من القضايا والسياسات الجوهرية. وتظهر تقارير، أن النتائج تتفاوت بشكل كبير، ما يخلق حالة من الارتباك بين الناخبين، حول الاتجاهات الحقيقية للسباق الانتخابي. كما أن الاستطلاعات تدفع بالنقاشات تجاه الأرقام، بدلا من القضايا المهمة، وهو ما يهدد بتشويه الفهم العام للخيارات المتاحة أمام الناخبين.
يتوقع المحللون، أن تكون الانتخابات الحالية، حاسمة لمستقبل السياسة الأمريكية، مع إمكانية أن تغير نتائجها مسار الديمقراطية في البلاد. ومع تصاعد المشاعر السلبية والقلق والانقسام، يتزايد الضغط علي الناخبين، الذين يتعين عليهم اتخاذ قرارهم في واحدة من أكثر الانتخابات إثارة للجدل في تاريخ الولايات المتحدة...