قال الدكتور مجدى عاشور المستشار السابق لمفتى الجمهورية السابق، إنه لا صحة شرعا لما انتشر بين العوام من أن الملائكة تلعن الجنب فى كل خطوة، أو أنها تلعنه حتى يغتسل، أو أن كل شعرة فيه تحتها شيطان.
وأوضح في فتوى له أنه لا يجوز نسب هذا الكلام إلى النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، ومع ذلك ينبغى المسارعة إلى الطهارة من الجنابة ما استطاع المسلم إلى ذلك سبيلا، مشددا على أنه مستحب أن يتوضأ إذا أراد معاودة الجماع أو الطعام أو النوم أو الخروج لقضاء حوائجه والتصرف في بعض شؤونه، ولا يكون الجنب آثما بتأخيره غسل الجنابة ما لم يؤد ذلك إلى تأخير الصلاة عن وقتها، فيأثم لتأخيره الصلاة عن وقتها.
حكم تأخير غسل الجنابة
قال الشيخ خالد الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إنه يحرم تأخير الغسل من الجنابة لمدة يوم أو يومين، فالجنب لا يتمكن من أداء الصلاة في هذه المدة إلا بعد الغسل.
وأضاف الجندي، فى إجابته عن سؤال (ما حكم تأخير الصلاة بسبب الجنابة؟)، أن ترك الاغتسال لوقت ما فلا شئ فيه إنما إضاعة الصلاة كبيرة من الكبائر وبعض العلماء قالوا عنها كفر فهذه مصيبة ويجب أن نتخلص من هذه العادة السيئة بالاغتسال لأن الله تبارك وتعالى قال فى كتابه الكريم { حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطىٰ وقوموا لله قانتين}.
وتابع: أن تأخير الصلاة حتى يخرج وقتها من غير عذر شرعي كبيرة من الكبائر يجب التوبة منها والاستغفار من هذا الإثم العظيم، وعلى من أجنب أن يبادر إلى الاغتسال لأداء الصلاة قبل خروج وقتها، فإن لم يفعل مع القدرة فهو آثم.
شرح كيفية غسل الجنابة
الغسل من الجنابة ذو الصفة الكاملة: وهو أن يقوم المسلم في غسله بأداء الواجبات والسنن معا، وفيما يأتي ذكر خطوات الغسل الكامل بالترتيب:
-النية: وذلك أن ينوي المسلم الطهارة من الحدث.
-التسمية: وهي أن يقول المسلم "بسم الله الرحمن الرحيم".
-غسل الكفين ثلاث مرات؛ والسبب في ذلك أن الكفين هما أداة غرف الماء.
-غسل الفرج باليد اليسرى؛ وذلك لأن الفرج هو موضع الجنابة، فبغسله يتخلص المسلم من الأذى والأوساخ العالقة به.
-تنظيف اليد اليسرى ثم تدليكها بشدة؛ وذلك للقيام بالتخلص مما علق بها من أوساخ خلال غسل الفرج، وتطهيرها بالماء والصابون، فهو يقوم مقام التراب.
-الوضوء: ويكون الوضوء هنا مثل الوضوء للصلاة وضوءا كاملا لا نقص فيه، ولا يلزم إعادة الوضوء بعد الانتهاء من الاغتسال من الجنابة من أجل أداء الصلاة، فالقيام بذلك أثناء الاغتسال يجزئ ويكفي، ولا داعي لإعادته، أما إذا تم مس الفرج أو الذكر فإنه يجب إعادة الوضوء؛ وذلك بسبب وقوع الحدث الطارئ.
-غسل القدمين: وهناك اختلاف في وقت غسل القدمين، بحيث هل يكون مع الوضوء؟ أم يتم تأخيره إلى ما بعد الاغتسال؟ والظاهر في الأحاديث المروية ورود الكيفيتين عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فكلاهما ثابتتان في سنته الشريفة، واستحب الجمهور تأخير غسلهما بعد الانتهاء من الاغتسال، لكن بما أن كلا الطريقتين وردت في سنة النبي عليه الصلاة والسلام، فلا بأس أن يأتي المسلم بإحداهما تارة، وبالأخرى تارة أخرى، فيغسل قدميه مع الوضوء، وفي مرات أخرى يؤخر غسلهما إلى آخر الاغتسال.
-تعميم الماء في أصول الشعر من خلال إدخال أصابعه بينهم، والقيام بالتخليل إن كان الشعر كثيفا؛ حتى يصل الماء إلى منبته.
-إدارة الماء على الرأس ثلاث مرات بعد الانتهاء من تخليل الماء لأصول الشعر.
-إفاضة الماء وتعميمها على سائر الجسد مرة واحدة، ومن السنة أن يدلك بدنه، ويبدأ بالجهة اليمنى ثم الجهة اليسرى.