قال الناقد السينمائي عصام زكريا، مدير مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، إن التواجد الإعلامي العربي والدولي خلال النسخة الـ45 غير مسبوق لإبراز مكانة مهرجان القاهرة في العالم.
وأكد زكريا، أن برنامج هذا العام حافل بالأفلام ذات الجودة الفنية العالية والموضوعات الإنسانية من كل أنحاء العالم، يجمع بين أفلام الجوائز واكتشافات مهرجان القاهرة خارج صندوق سوق التوزيع التقليدية.
وأضاف خلال تصريحات صحفية، اليوم السبت، أنه رفض بشكل قاطع التعاون مع أي جهة مدرجة في قائمة المقاطعة، مشيرًا إلى أن القضية الفلسطينية حاضرة في كل فعاليات المهرجان.
وعن التحديات التي واجهها كمدير فني خلال نسخة هذا العام، ذكر زكريا: “بحكم خبرتي في المهرجانات المصرية ومن بينها مهرجان القاهرة تعلمت أن هناك أهمية الاعتناء بالتفاصيل الصغيرة بنفس قدر الاهتمام بالأمور الكبيرة. المهرجان السينمائي هو بالأساس أفلام وهو أمر فني، لكن للوصول إلى هذه الأفلام عليك أن تفكر بأمور لوجستية عديدة توافرها ضروري لإقامة المهرجان. تفاصيل مثل الافتتاح والختام والطيران والإقامة تلتهم الجزء الأكبر من الميزانية، وكذلك شراء حقوق عرض الأفلام يحتاج إلى مبالغ طائلة. الفكرة كانت في كيف يمكن ترشيد النفقات ليس بمعنى تخفيضها وإنما إعادة النظر في كيفية توزيعها بطريقة غير تقليدية تحقق أقصى استفادة من الموارد دون التنازل عن مكانة المهرجان الدولي شكلًا وموضوعًا”.
أما برنامج الأفلام الحافل خلال النسخة الـ45، قال زكريا: “توسع المهرجان خارج أسوار دار الأوبرا التي حوصر فيها لسنوات، وكذلك خارج النطاق الجغرافي التقليدي لمنطقة وسط القاهرة. القاهرة كبيرة جدًا ومترامية الأطراف وليس فقط وسط القاهرة، بالإضافة إلى قاعة سينما الزمالك وقاعة إيوارت بالجامعة الأمريكية لدينا الآن قاعات عرض في التجمع الخامس والشيخ زايد بالتعاون مع سينما فوكس، وراعينا في اختيار برنامج عروض الأفلام في هذه القاعات أن تناسب الجمهور العام وأن تكون جذابة جماهيريًا، هناك حرص بشكل عام في برمجة عروض الأفلام على أن تكون مناسبة لقاعات وتوقيتات العرض والجمهور، أفلام السينمات العامة خارج الأوبرا بالتأكيد تراعي أنها موجهة للجمهور العام، أما أفلام المسرح الكبير في دار الأوبرا تكون أقرب للحالة الاحتفائية والسجادة الحمراء، في حين أفلام المسرح الصغير وسينما الهناجر فهي أفلام تميل إلى الفنية. لدينا خطط للتوسع في القاهرة ومدن أخرى ندرسها حسب مسار الدورة الحالية ومدى إقبال الجمهور”.
ويرى زكريا أن كون المهرجان يحدث في مصر فإنه ليس فرضًا أن يولي عناية خاصة بعرض الفيلم المصري. مهرجان القاهرة السينمائي هو مهرجان دولي بالأساس. ويهمنا دعم الفيلم المصري لكن من خلال عرضه في مهرجانات أخرى خارج مصر سواء في فينيسيا أو في البحر الأحمر أو غيره من المهرجانات.
وتابع زكريا أن هناك برنامج جديد هو بانوراما الفيلم القصير يضم عدد كبير من الأفلام القصيرة لصناع افلام مصريين لكن خارج المسابقة. فالمسابقة الدولية للأفلام القصيرة تقبل بطبيعة الحال عدد محدود من الأفلام القصيرة المصرية بالمقارنة بالعدد الكبير من الأفلام المصرية القصيرة التي يتلقاها المهرجان وبعضها افلام ممتازة لكنها أكبر من قدرة المسابقة على الاستيعاب. منافذ عرض الأفلام القصيرة محدودة لذلك فإن المهرجانات هي المنفذ الوحيد لعرضها وهذه هي الطريقة التي وجدنا بها أنه يمكننا دعم صناع الأفلام المصريين ودعم صناعة الأفلام في مصر.
وأشار إلى أن برنامج عروض الأفلام الكلاسيكية يأتي كاستجابة للوعي المتزايد بأهمية استعادة والحفاظ على تراث السينما المصرية الذي تعرض في فترات طويلة للإهمال وصارت هناك مخاوف ضخمة من أن يتلاشى وأن لا يبقى منه شيء للأجيال القادمة. صارت هناك جهود مهمة جدًا من قبل الدولة ممثلة في مدينة الإنتاج الإعلامى بالتعاون مع الشركة القابضة التي بحوزتها عدد كبير من الأفلام المصرية لترميم الأفلام، ولا يوجد أفضل من المهرجانات كفرصة لعرضها.
وأوضح مدير مهرجان القاهرة السينمائي: “حرصنا على أن تكون هذه الأفلام المصرية المرممة متاحة ضمن برنامج عروض الأفلام في قاعات العرض خارج الأوبرا حتى تتاح الفرصة للجمهور العريض أن يشاهد تراثنا السينمائي بجودة غير مسبوقة على شاشة عرض كبيرة. يضم برنامجنا أيضًا مجموعة متميزة من الكلاسيكيات العالمية المرممة إلى جانب جواهر السينما المصرية”.