طه حسين في عيد ميلاده.. تحدى الإعاقة ليصبح عميد الأدب العربي - بوابة المساء الاخباري

طه حسين.. تحل اليوم الجمعة 15 نوفمبر 2024، ذكرى ميلاد عميد الأدب العربي طه حسين، الذي أضاء دروب الأدب العربي، وتحدى الإعاقة وصار أيقونة للعلم والمعرفة.

نشأة طه حسين

ولد طه حسين عام 1889 بمركز مغاغة في محافظة المنيا، وعندما وصل سن الـ 4 سنوات، فقد بصره، وألحقه والده بكتاب القرية فتعلم العربية وحفظ القرآن الكريم، وفى عام 1902 انتقل إلى القاهرة في رعاية أخيه الأكبر الشيخ أحمد والتحق بالأزهر ونال شهادته، ليلتحق بعدها بالجامعة المصرية، وكان أول المنتسبين لها، وحصل عام 1914 على أول دكتوراه من الجامعات المصرية بتقدير جيد جدا، ثم أوفدته الجامعة المصرية في بعثة دراسية إلى مونبلييه بفرنسا فدرس الأدب الفرنسي وعلم النفس والتاريخ الحديث.

طه حسين

زواج طه حسين من سوزان بيرسو

أثناء وجوده للدراسة بباريس تعرف على سوزان، في مدينة «مونيليه» الفرنسية، كانت البداية وبالتحديد في يوم 12 مايو 1915، جمعها القدر معاً لأول مرة، كانت قارئته التي لازمته بصوتها بقراءة الأدب الفرنسي أثناء بعثته التعليمية المجانية في باريس، وحينها اهتز قلبه وشعر أنه لا يستطيع العيش بدونها، فلم يفترقا إلا في بعض الأحيان المعدودة، وذات مرة افترقا لسبب غير معلوم مدة ثلاثة أشهر فكتب لها قائلًا «ابقي، لا تذهبي، سواء خرجتُ أو لم أخرج، أحملكِ فيَّ، أحبّكِ. ابقي، ابقي، أحبّكِ. لن أقول لكِ وداعاً، فأنا أملككِ، وسأملككِ دوماً. ابقي، ابقي يا حبِّي»،

طه حسين

عاشا معًا كروحين ملتصقين كلٍ منهما يكمل الآخر، حتى بعد عودته من باريس عاشا سويًا في مصر، كان يرى العالم بأعينها، يرتدى ملابسه بذوقها، يتلذذ بالطعام الذى تحبه وتختاره هي، فقد اهتمت بصحته كطبيبة تلازمه، هيئت له المكان والوقت والأجواء المريحة والممتعة للعمل والكتابة والإبداع، حتى أصبح طه حسين باشًا عميد كلية الآداب ووزير المعارف ورئيس مجمع اللغة العربية، وذاع صيته في العالم كله، وأنجب منها ابنه مؤنس وابنته أمينة.

طه حسين وزوجته الفرنسية

عندما عاد طه حسين إلى مصر عام 1919 تم تعيينه أستاذًا للتاريخ اليوناني والروماني في الجامعة المصرية، وكانت جامعة أهلية، وعندما أُلحقت بالدولة عام 1925 عينته وزارة المعارف أستاذاً فيها للأدب العربي، فعميداً لكلية الآداب في الجامعة نفسها، وذلك عام 1928، لكنه لم يلبث في العمادة سوى يوم واحد، إذ قدّم استقالته من هذا المنصب تحت تأثير الضغط المعنوي والأدبي الذي مارسه عليه الوفدين، خصوم الأحرار الدستوريين الذي كان منهم طه حسين.

طه حسين

وفي عام 1930 أُعيد طه حسين إلى عمادة الآداب، بسبب منح الجامعة الدكتوراه الفخرية لعدد من الشخصيات السياسية المرموقة مثل عبد العزيز فهمي، وتوفيق رفعت، وعلي ماهر باشا رفض طه حسين هذا العمل، فأصدر وزير المعارف مرسومًا يقضي بنقله إلى وزارة المعارف، لكن رفض العميد تسلم منصبه الجديد فاضطرت الحكومة إلى إحالته إلى التقاعد عام 1932.

طه حسين

وعند تعاقد طه حسين أتجه إلى العمل الصحفي فأشرف على تحرير «كوكب الشرق» التي كان يصدرها حافظ عوض، وما لبث أن استقال من عمله بسبب خلاف بينه وبين صاحب الصحيفة، فاشترى امتياز «جريدة الوادي» وذهب يشرف على تحريرها، لكن هذا العمل لم يعجبه فترك العمل الصحفي.

طه حسين وزوجته الفرنسية

وفي العام نفسه أُعيد طه حسين إلى الجامعة المصرية بصفة أستاذ للأدب، ثم بصفة عميد لكلية الآداب ابتداء من عام 1936، وبسبب خلافه مع حكومة محمد محمود استقال من العمادة لينصرف إلى التدريس في الكلية نفسها حتى عام 1942، سنة تعيينه مديراً لجامعة الإسكندرية، إضافة إلى عمله الآخر كمستشار فني لوزارة المعارف، ومراقب للثقافة في الوزارة عينها، وفي عام 1944 ترك الجامعة بعد أن أُحيل إلى التقاعد.

ذكرى ميلاد عميد الأدب العربي «طه حسين»

وفي عام 1950، وكان الحكم بيد حزب الوفد صدر مرسوم تعيينه وزيراً للمعارف، وبقي في هذا المنصب حتى عام 1952، تاريخ إقامة الحكومة الوفدية، بعد أن منح لقب الباشوية عام 1951.

وفي عام 1959 عاد طه حسين إلى الجامعة بصفة أستاذ غير متفرغ، كما عاد إلى الصحافة فتسلم رئاسة تحرير الجمهورية.

طه حسين

الجوائز التي حصل عليها طه حسين

حاز طه حسين على مناصب وجوائز مختلفة، منها تمثيله مصر في مؤتمر الحضارة المسيحية الإسلامية في مدينة فلورنسا بإيطاليا عام 1960، وانتخابه عضوا في المجلس الهندي المصري الثقافي، والإشراف على معهد الدراسات العربية العليا، واختياره عضوًا محكمًا في الهيئة الأدبية الطليانية والسويسرية، وهي هيئة عالمية على غرار الهيئة السويدية التي تمنح جائزة بوزان.

رشحته الحكومة المصرية لنيل جائزة نوبل، وفي عام 1964 منحته جامعة الجزائر الدكتوراه الفخرية، ومثلها فعلت جامعة بالرمو بصقلية الإيطالية، عام 1965، وفي السنة نفسها ظفر طه حسين بقلادة النيل، إضافة إلى رئاسة مجمع اللغة العربية، وفي عام 1968 منحته جامعة مدريد شهادة الدكتوراه الفخرية، وفي عام 1971 رأس مجلس اتحاد المجامع اللغوية في العالم العربي، ورشح من جديد لنيل جائزة نوبل، وأقامت منظمة اليونسكو الدولية في اورغواي حفلاً تكريمياً أدبياً قل نظيره.

طه حسين

مؤلفات طه حسين

بعض مؤلفات طه حسين: الأيام، الوعد الحق، المعذبون في الأرض، في الشعر الجاهلي، كلمات، نقد وإصلاح، من الأدب التمثيلي اليوناني، طه حسين والمغرب العربي، دعاء الكروان، حديث الأربعاء، صوت أبي العلاء، من بعيد، على هامش السيرة، في الصيف، ذكرى أبي العلاء، فلسفة بن خلدون الاجتماعية، الديمقراطية في الإسلام.

طه حسين

وفاة عميد الأدب العربي طه حسين

توفي طه حسين يوم 28 أكتوبر 1973م عن عمر ناهز 84 عاماً، تاركًا إرثا من نور العالم أضاء مصر والعالم العربي رغم ظلام عينه، وحين موته قالت حبيبته وزوجته ورفيقة عمره سوزان: «ذراعي لن تمسك بذراعك أبدا، ويداي تبدوان لي بلا فائدة بشكل محزن، فأغرق في اليأس» ولم تغادر مصر وتعود لبلدها حتى لحقت بزوجها وحبيبها في عام 1989 عن عمر 94 عاما.

اقرأ أيضاً
في ذكرى ميلاده.. طه حسين عميد الأدب العربي صاحب مسيرة أدبية وصلت للعالمية

في ذكرى وفاة عميد الأدب العربي.. قصة اختيار طه حسين وزيرا للمعارف

إغلاق كلي لكوبري طه حسين لتنفيذ أعمال الصيانة

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق تسريبات صادمة تكشف فسادًا كبيرًا في العراق.. مَن وراءها؟ .. بوابة المساء الاخباري
التالى 165 ألف جنيه حد أقصى.. رفع المزايا التأمينية للأعضاء بصندوق الزمالة بجامعة القاهرة المساء الاخباري ..