حالة من التوتر تسود المشهد حاليا حيث تتسارع الأحداث الميدانية والسياسية على مناطق متفرقة من سوريا، كما تشتد المعارك في مناطق عدة.
خطر على المنطقة
بمبادرة من مصر، وبالتعاون مع عدد من الدول الشقيقة، عقد مجلس جامعة الدول العربية اجتماعًا، الخميس، لصياغة موقف عربي موحد إزاء قيام الجيش الإسرائيلي باحتلال أراض إضافية بالجولان السوري المحتل.
في هذا الصدد قال الدكتور طارق البرديسي خبير العلاقات الدولية إن عقد مجلس جامعة الدول العربية أمر هام ومن الهام تبتي موقف متبلور ازاء هذا الاحتلال ، مشيرا إلى أن اسرائيل لم تكتفي باحتلالها الجولان وضربت بالقرارات الدولية عرض الحائط بل تدعي أيضا أن اتفاق فض الاشتباك المبرم عام ١٩٧٤ تم الغاؤه ولكن الحقيقة أنها تلغيه من جانب واحد وهذا مخالف للقانون ومخالف للعرف الدولي وما تعارفت عليه الاسرة الدولية.
وأضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد " هذا الاحتلال غير قانوني وغير سياسي كما انه انتهاز للفراغ السياسي والدستوري الموجود في سوريا فضلا عن انه استمرار لهذا المنهج الاجرامي الاسرائيلي التوسعي الذي لا يراعي اي سياق قانوني ولا سياق سياسي ولااخلاقي، وذئب يريد استغلال اي فرصة لقضم مزيد من الاراضي، وحتى اذا كان هناك تفاوض لن يكون على الجولان بل التفاوض سيكون على النقاط الاستراتيجية بحجة انها اجراءات وقتية ولكنها بعد ذلك ستتحول الى احتلال دائم، وما يحدث في المنطقة ينذر بمزيد من التوترات والاضطرابات التي ليست في صالح العرب، انما في صالح هذا الذئب الاسرائيلي .
لصياغة موقف عربي موحد
وقد تمخض عن هذا الاجتماع صدور قرار عربي يدين توغل إسرائيل داخل نطاق المنطقة العازلة مع الجمهورية العربية السورية وسلسلة المواقع المجاورة لها بكل من جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، واعتبار ذلك مخالفا لاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل عام ١٩٧٤.
ومن هذا المنطلق؛ شدد القرار العربي على أن الاتفاق المشار إليه يظل ساريا طبقا لقرار مجلس الأمن رقم ٣٥٠ الصادر في العام ذاته، ومن ثم انتقاء تأثر ذلك الاتفاق بالتغيير السياسي الذي تشهده سوريا حاليًا.
كما أدان القرار الغارات الإسرائيلية المستمرة على عدد من المواقع المدنية والعسكرية السورية، علما بأن اجتماع المندوبين الدائمين قد شدد على أن هضبة الجولان لهي أرض سورية عربية، وستظل كذلك للأبد.
وفي هذا السياق، طالب القرار المجتمع الدولي بإلزام إسرائيل، بوصفها السلطة القائمة بالاحتلال، بالامتثال لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، لاسيما قرار مجلس الأمن رقم ٤٩٧ لعام ١٩٨١، والذي يطالب إسرائيل بالانسحاب من الجولان السوري المحتل.
بناء على ما تقدم، تم بموجب هذا القرار تكليف المجموعة العربية في نيويورك بالتحرك لعقد جلسة خاصة في مجلس الأمن لبحث الممارسات الإسرائيلية التي تهدد السلم والأمن الدوليين؛ بما في ذلك الاحتلال المستجد للأراضي السورية التي توغلت بها إسرائيل منذ الثامن من ديسمبر الجاري.
آخر التطورات في سوريا
قالت وسائل إعلام سورية، إن الاحتلال الإسرائيلى شن 6 غارات استهدفت مواقع عسكرية للجيش السورى فى ريفى دمشق والسويداء وطرطوس.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة، أن سلاح الجو شن أكثر من 350 غارة جوية ضد مستودعات أسلحة وبٌنى تحتية استراتيجية في سوريا، خلال الـ 48 ساعة الماضية.
وذكر جيش الاحتلال- في بيان، بثه عبر حسابه على منصة "إكس"- "لقد نفذت القوات الجوية ضربات صاروخية على أهداف عسكرية سورية تشمل: مواقع إنتاج أسلحة في دمشق وحُمص وطرطوس واللاذقية وتدمر".
وكان أعلن الاتحاد الأوروبى، ان سوريا ستكون على رأس جدول أعمال اجتماع وزراء الخارجية يوم الإثنين المقبل، وذلك حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخباارية فى خبر عاجل لقناة "القاهرة الإخبارية".
وذكر الاتحاد الأوروبي أنه بناء على تصرفات الحكومة السورية الانتقالية، ستتخذ قرارا بشأن رفع العقوبة.