سد مروي السوداني.. تصدر محركات البحث خلال الساعات القليلة الماضية وذلك بعد تعرضه لهجوم بطائرات مسيرة، ما أسفر عن انقطاع التيار الكهربائي في عدة مناطق، شملت بورتسودان وأم درمان وعطبرة.
تفاصيل الهجوم والخسائر
أعلن الجيش السوداني، أن قوات الدعم السريع استهدفت سد مروي ومحطة الكهرباء التابعة له باستخدام طائرات مسيرة، مما تسبب في أضرار وخسائر مادية. وأفادت قيادة الفرقة 19 مشاة بمروي بأنها تصدت لعدد من المسيرات في المنطقة.
فيما كشف مصدر "للفجر" عن اندلاع حريق في جزء من محطة كهرباء السد، مؤكدًا أنه تم إيقاف المحطة مؤقتًا لإجراء مراجعة للأضرار.
وأوضح المصدر أن المحطة التحويلية، المسؤولة عن نقل الكهرباء إلى الشبكة القومية، تعطلت، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في ولايات عديدة، بما في ذلك العاصمة الخرطوم.
ماذا تعرف عن سد مروي؟
يُعتبر أحد أبرز المشروعات التنموية في السودان وأكبر سدود البلاد، يقع السد على نهر النيل شمال السودان، بالقرب من مدينة مروي، ويهدف إلى تحقيق طفرة اقتصادية وتنموية شاملة من خلال توفير الكهرباء والري وتحسين إدارة الموارد المائية.
التصميم والبناء
تم تشييد سد مروي بتقنيات حديثة وبتمويل ودعم من عدة جهات دولية وإقليمية؛ يبلغ طول السد نحو 9 كيلومترات وارتفاعه 67 مترًا، ويضم 10 توربينات تولد طاقة كهربائية تصل إلى 1،250 ميغاواط، ما يجعله من بين أهم المشروعات المائية لتوليد الكهرباء في إفريقيا، اكتمل بناء السد في عام 2009 بتكلفة تجاوزت ملياري دولار.
الأهداف
سد مروي لم يكن مشروعًا هندسيًا فحسب، بل هو خطوة استراتيجية لتحقيق العديد من الأهداف:
- توليد الطاقة الكهربائية حيث يغطي السد احتياجات السودان المتزايدة من الكهرباء، ويسهم في دعم القطاعات الصناعية والزراعية.
- الري وتحسين الزراعة كما يساهم في توفير المياه لري ملايين الأفدنة، مما يعزز إنتاج المحاصيل ويحقق الأمن الغذائي.
- التحكم في الفيضانات حيث يساعد السد في الحد من مخاطر الفيضانات التي تهدد القرى والمناطق المحاذية للنيل.
التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية
سد مروي أحدث نقلة نوعية في البنية التحتية بالسودان، وفر المشروع فرص عمل كبيرة أثناء مراحل البناء وما بعدها، وأسهم في تحسين مستوى المعيشة عبر توفير الكهرباء والمياه.
كما ساعد على جذب استثمارات جديدة في مجالات الصناعة والزراعة والسياحة، خاصة مع البحيرة التي تشكلت خلف السد، والتي أصبحت موقعًا سياحيًا ومصدرًا جديدًا للصيد.
التحديات
رغم الفوائد الكبيرة، واجه السد تحديات تتعلق بنقل السكان المحليين الذين كانوا يعيشون في المنطقة المغمورة بالمياه، إضافة إلى بعض المخاوف البيئية.
ومع ذلك، بذلت الحكومة السودانية جهودًا لتعويض المتضررين وإيجاد حلول للتحديات المرتبطة بالمشروع.